الرئيسية
ويأتي هذا المشروع في قلب إصلاح هيكلي واسع يشهده المغرب لتطوير البنيات الصحية وتجويد الخدمات، مواكبة لمسار تعميم التغطية الصحية وتكريس الحق في العلاج كركيزة أساسية في النموذج التنموي الجديد. وفي هذا الإطار، يشكل المركب الجديد بالرباط بوابة نحو جيل جديد من المؤسسات الطبية الذكية، يعتمد على تجهيزات رائدة ومنظومات رقمية متقدمة، ويضع المريض وكرامته وراحته في صلب فلسفته التدبيرية.
ويضم هذا الصرح الاستشفائي والجامعي بنية متكاملة تمتد على مساحة كبيرة، تجمع بين مستشفى جامعي بطاقة أولية تبلغ 600 سرير قابلة للتوسع إلى 1000 سرير، وجامعة للعلوم والصحة بطاقة استقبال تصل إلى 8000 طالب. ويضم المجمع أكثر من 30 تخصصاً طبياً وجراحياً دقيقاً، تشمل الجراحة الروبوتية، وعلاج الأورام، والتصوير الطبي المتطور، وإنعاش الأطفال حديثي الولادة، إضافة إلى منصات مخبرية أوتوماتيكية بالكامل تعد الأولى من نوعها على مستوى القارة الإفريقية.
ولا تقتصر أهمية المركب على بعده العلاجي فحسب، بل تمتد لتشكل ثورة في مجال التكوين الصحي، عبر منظومة أكاديمية تضم كليات الطب وطب الأسنان والصيدلة والعلوم التمريضية ومدرسة الطب البيطري ومدرسة مهندسي علوم الصحة، إلى جانب مركز دولي للمحاكاة الطبية يسمح بتكوين عملي متقدم في فضاء يحاكي واقع الممارسة السريرية.
وإلى جانب بنيته الطبية المتطورة، يرتكز المشروع على توجه صديق للبيئة، إذ حصل على شهادة الجودة البيئية العالمية من مستوى “ممتاز”، ويعتمد على أكثر من 8800 متر مربع من الألواح الشمسية لتأمين جزء هام من حاجياته الطاقية، مما يعزز موقعه كنموذج مستدام في الهندسة الصحية العمومية بالمغرب والمنطقة.
ويمثل هذا التدشين تتويجاً لمسار إصلاحي يقوده جلالة الملك لإعادة بناء قطاع الصحة وفق رؤية استراتيجية قائمة على تأهيل الكفاءات، وتجهيز المؤسسات بالتكنولوجيا الحديثة، وتوفير الخدمات الطبية المتقدمة في مختلف جهات المملكة. وبذلك يرسخ المغرب موقعه ضمن البلدان الصاعدة التي تراهن على البحث العلمي الطبي وصناعة الكفاءات الوطنية ورفع جودة الخدمات الصحية بما يستجيب لانتظارات المواطنين ويعزز سيادة البلاد في مجال الأمن الصحي
