ندوة الدورة الرابعة عشرة للمهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة بالناظور: “ذاكرة السلام”

تمهيد وأهمية العدالة الانتقالية
يشهد العالم اليوم منعطفات دقيقة ومعقدة، مع تصاعد الحروب والنزاعات المزمنة، وانتشار الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى تحديات عالمية كالتغيرات المناخية والهجرة القسرية والتطرف العنيف. وفي ظل هذه التحديات، لم تعد الحلول الأمنية أو التسويات السياسية وحدها كافية لإرساء السلام، بل باتت العدالة الانتقالية ضرورة ملحة، باعتبارها منهجية شاملة لمعالجة إرث الانتهاكات الماضية، وإرساء أسس الثقة والمصالحة بين الدولة والمجتمع.

لقد أثبتت التجارب المقارنة، من جنوب إفريقيا ورواندا إلى أوروبا الشرقية وكولومبيا والمغرب، أن العدالة الانتقالية تتجاوز معالجة الماضي إلى مشروع قيم وأفق سياسي يعزز السلام وحقوق الإنسان، كما أنها تحوّل الذاكرة الجماعية من سجل للآلام إلى رافعة لصناعة مستقبل أكثر عدلاً واستدامة.

سياق انعقاد الندوة
تنعقد الندوة في سياق ثقافي وإنساني يربط بين الفكر والحقوق والثقافة البصرية، مستفيدًا من السينما كأداة لتثبيت الذاكرة وإعادة بناء الخيال الجماعي. كما تتزامن فعالياتها مع تكريم المفكرة والشاعرة سعاد الصباح، التي جسدت في مسيرتها الفكرية التقاء الكلمة بالشهادة على العصر، والنقد بالالتزام من أجل قضايا المرأة والحرية والعدالة وحقوق الإنسان، ما يضفي بعدًا رمزيًا يعزز العلاقة بين العدالة الانتقالية والسياسة الثقافية في بناء السلام.

أهداف الندوة
تسعى الندوة إلى:

بلورة رؤية فكرية وحقوقية حول العلاقة بين العدالة الانتقالية وصناعة السلام وإدامته.

تقديم مقاربة مقارنة للتجارب الوطنية واستخلاص الدروس المشتركة.

إبراز دور الذاكرة الجماعية والثقافة والفن، وخاصة السينما، في حفظ التجارب وتحويلها إلى موارد للمصالحة.

التأكيد على دور النساء كضحايا وصانعات للسلام.

صياغة إعلان دولي للسلام والعدالة الانتقالية كوثيقة رمزية تؤكد أن العدالة شرط أساسي لبناء سلم عادل وتنمية مستدامة.

برنامج فعاليات الندوة

16 نوفمبر 2025:

09:30 – 10:00: الجلسة الافتتاحية والكلمات الترحيبية.

10:00 – 11:30: الجلسة الأولى حول التجارب الوطنية في العدالة الانتقالية – دروس وعبر بأفق كوني.

11:30 – 13:30: جلسة تفاعل وحوار مفتوح.

17 نوفمبر 2025:

10:00 – 11:30: العدالة الانتقالية كإطار لتوسيع آفاق السلام والعيش المشترك الإنساني.

11:30 – 13:00: تفاعل أعضاء لجان التحكيم مع المخرجين المشاركين.

13:00 – 14:00: الجلسة الختامية وتقديم إعلان الناظور للسلام والعدالة الانتقالية.

المخرجات المنتظرة

تشمل مخرجات الندوة:

إصدار إعلان عالمي للسلام والعدالة الانتقالية كوثيقة رمزية.

التأكيد على أن نجاح التجارب الوطنية في العدالة الانتقالية يشكّل قاعدة لتشييد سلم عالمي قائم على كرامة الإنسان.

إنشاء شبكة دولية للباحثين والخبراء لتبادل الخبرات والنقاش الأكاديمي.

إطلاق منتدى عالمي للسلام والعدالة الانتقالية كموعد سنوي للحوار والتراكم الحقوقي والفكري.

وبهذه الندوة، يؤكد مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم على أن العدالة الانتقالية ليست مجرد معالجة للماضي، بل أداة استراتيجية لبناء مستقبل يسوده السلام والعدالة والكرامة الإنسانية.