منظمة الصحة العالمية تُضيف تأثيرًا جانبيًا جديدًا مرتبطًا باستهلاك القنّب

هذه المتلازمة، التي كانت تُعتبر سابقًا حالة نادرة وغير مفهومة، أصبحت اليوم معترفًا بها رسميًا من طرف منظمة الصحة العالمية بعد إدراجها في دليلها التشخيصي الجديد، ما يعني أنّها باتت تُعامل كاضطراب طبي مستقلّ يستحق تشخيصًا دقيقًا وعلاجًا سريعًا.

ما هي متلازمة فرط القيء القنّبي؟
تُعرَف هذه المتلازمة بظهور مجموعة من الأعراض المقلقة لدى بعض المستهلكين المزمنين للقنّب، من بينها:

غثيان شديد ومستمر

قيء متكرر وغير قابل للتحكم

آلام حادة في البطن

فقدان الشهية والوزن

وفي الحالات القصوى: نوبات تشنج، قصور كلوي أو اضطرابات في نبض القلب

ورغم أنّ القنّب يُستخدم أحيانًا للتخفيف من الغثيان لدى بعض المرضى، إلا أنّ استهلاكه بتركيزات عالية ولفترات طويلة قد يؤدي إلى العكس تمامًا.

لماذا ازدادت الحالات؟
كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة JAMA Network Open أنّ زيارات أقسام الطوارئ المرتبطة بهذه المتلازمة ارتفعت بشكل هائل خلال السنوات الممتدة بين 2016 و2020، حيث سجّلت زيادة قدرها 650%. وقد برزت هذه الزيادة خصوصًا خلال فترة جائحة كوفيد-19.

يُرجع الخبراء هذا الارتفاع إلى الزيادة الكبيرة في تركيز مادة الـ THC في منتجات القنّب المتداولة حديثًا. فبينما كانت المنتجات التقليدية تحتوي على نسب منخفضة نسبياً (أقل من 5%)، أصبحت النسب الحالية أعلى بكثير، مما يرهق المستقبلات العصبية ويُحدث خللاً في النظام الداخلي الذي ينظم الاستجابة للإجهاد.

كيف يحدث هذا الاضطراب؟
يوضح الأطباء أنّ السبب الأساسي يعود إلى اختلال النظام الإندوكانابينويدي، وهو نظام داخلي يلعب دورًا مهمًا في تنظيم المزاج، الشهية، الألم والتعامل مع الضغط النفسي.

عند استهلاك القنّب بكثرة، وخصوصًا مع وجود نسب مرتفعة من الـTHC، يحدث ما يلي:

فرط تنشيط للمستقبلات العصبية المرتبطة بالقنّب

انخفاض تدريجي في عدد هذه المستقبلات بسبب الإجهاد المستمر

فقدان الجسم لقدرته الطبيعية على التعامل مع التوتر

ظهور ردود فعل جسدية مبالغ فيها، أهمّها القيء الشديد

وبحسب الخبراء، فإن مجرد الاستيقاظ صباحًا قد يتحول إلى محفز قوي لبدء نوبات الغثيان والقيء عند المصابين.

لماذا اعتمدت منظمة الصحة العالمية هذا التصنيف؟

بفضل إدراج المتلازمة في التصنيف الرسمي، أصبح بإمكان الأطباء:

التعرف على الحالة بشكل أسرع

التفريق بينها وبين اضطرابات الجهاز الهضمي الأخرى

تقديم علاج مناسب قبل حدوث مضاعفات خطيرة

جمع بيانات عالمية دقيقة لدعم الأبحاث والمراقبة الصحية

كما يؤكد المتخصصون أن هذا الاعتراف الدولي خطوة مهمة لتحسين الوقاية، خاصة وأن القنّب يُستهلك على نطاق واسع ويُنظر إليه أحيانًا باعتباره مادة "غير خطيرة".

وبينما يعتقد البعض أنّ القنّب يُعد مادة آمنة نسبيًا، تكشف الأبحاث الحديثة عن جانب آخر أقل بروزًا وأكثر خطورة: متلازمة فرط القيء القنّبي. الاعتراف الرسمي من منظمة الصحة العالمية بهذه الحالة يعكس الحاجة إلى توعية المستهلكين، وتدريب الكوادر الطبية على التشخيص السريع، وضمان توفير الرعاية المناسبة قبل تفاقم الأعراض.