مساءلة القدر

أمن عدم ثم عدم إلى عدم
أجنين بين جنان الأرحام سعيد
يحيى النشوؤ في غمرة السلام سميع
أبعد تسعة أشهر فيها كرام
يخرج للدنيا صائحا 
آهٍ  آهٍ  آه!!!
فما الحياة من غير شعلة ألأنفاس
و ما تكون الانفاس لو لا روح الأغوار
أمشوار الخطوات من هذي الحيوان
أم أن هذي الحياة من خطى المشوار

عاريا أتيت
عائلا يغمرني الحنان
ثم معيلا للعيال
ثم رويدا..
رويدا..
نور الإيمان
و كهلا على صهوات أحلام الصبى 
يماما أسرابا في زوابع من سراب 
و نسورا في الأعالي يقودها غراب
و أهازيجا تراقص خيلا و تراب
ثم فارس النهى فوق بارق الغمام
شاعر يقتفي أثير الشعر و الإلهام

لما أيها القدر 
هذا القدر
و لما؟
عبقرية الوادي جارية تنادي
يا معشر فرسان السلام و الكلمات
أمشوار الخطوات من هذي الحيوان
أم أن هذي الحياة من خطى المشوار
تمخضت سلاسل الوحي إبداعا
متصلا.. 
و متوالد..
و متواتر
لما نادتنا النهى حكمة وادي عبقر
انهار توا جدار الوهم و تبعثر
فبدا هشيم المرايا صافيا أكثر 
أصفى من خذلان فرعون المارق المغتر
هل كان وضعنا زمنا فعلا جميل
 أم حاضرنا  أكثر سوؤأ و اغتراب
و اغتصاصا  توقف في الحلق ابيا
حسرة على ضياع الصبى والشباب

لما أيها القدر 
هذا القدر 
و لما؟
يمر الزمن 
معنا..
علينا.. 
حولنا..
 سريعا و بطيئا 
هادئا..
و صاخبا..
متعدد التلاوين.. متغير
و ما زلنا على طبعنا لم نتغير
في البدء كانت الكلمة و لم تزل
هي الحكم و الفصل و السيف و الغمد
يا قوم!
ليلنا طال ظلما بلا صباح
طال الديار ينفث الظلمات الوقاح
صقيل ليالي الجبال سفاح براح
و شمس الحواضر أضربت عن الصباح
يا قوم!
مدوا الأيادي للنجاة.. 
للفلاح..
عجب عجاب
حروف النطق و الكلمات
رموز..
أرقام.. 
و لسان..
كلها ألون
في خضم نوم شحيح عسير المنال
هاج موج السهاد 
غابت أحلام الآمل
أفق أرجواني رمادي السحاب
نافثات العقد 
ملء السماء و التراب
سرابها يتملى تجاعيد أوثان
يا وجع الليالي من يباب و عذاب

لما أيها القدر
هذا القدر
و لما؟
يربو شرودي حينا أجنحة الكلمات
حكايا بلا بدايات.. بلا نهايات
و لما؟
منذ البدء أحلام و أوهام
و هوج طيور الليل قبل بزوغ الفجر
براق يشق آفاقا قرمزية
منذ بدء الغروب
قبل طلوع القمر
احلامنا الرمادية
و فارس أشعار
يطوف حواف الأزمان خارج الأكوان
يجوب  شاطئ خيال بعيد المنال

لما أيها القدر
هذا القدر 
 و لما؟
حمم الغيرة من الأعماق طافية
أشوقا و رقصا و دهماء و وباء
و حجارة ذات أجنحة اللهيب
حتى ينضب المعين 
و ما ينضب النحيب

لما أيها القدر
هذا ابقدر
و لما؟
علياء لم تعكس بحارنا زرقتها
غابت ألوان الشروق
و غابت بسمتها
فارس الحكايات فوق أمواج الرياح
يداري هوج أشواق الكمون و الجنون
يلجم عواطف الإعصار 
و وجع السنين
يسقي وكح الحلول
و قلبا ظامئ الوتين
سائح أضناه الإسراء و طول المسير
عاشق يغمره سر الخلق و المصير

لما أيها القدر هذا القدر
و لما؟
أنا هناك أحب أحترم هناك
هناك حساد لا يحترمون هناك
و يبقى هناك شامخا  
دائما هناك
شرقا..
غربا.. 
علما يرفرف عاليا
هناك أرضي ملاذي 
حياتي و مأواي
منذ البدايات حتى النهايات هناك
من يجرؤ هناك 
من يقترب من هناك
و من يتأبط شرورا ضدنا هناك
من يحاول تجاوز الحدود هناك
دمره هناك قبل الوصول هناك
أنا هنا
أنا هناك
أعانق مناك يا هناك
و لما؟
أيها القدر.. 
لما تلك الأقدار