الضحية كان قد صعد إلى أعلى "الشاتو" يوم 24 يونيو الماضي، مطالبا بفتح تحقيق رسمي في ملابسات وفاة والده، معتبرا أن ما جرى يكتنفه الغموض والتقصير. ورغم مرور الأيام، ظلت الجهات المعنية عاجزة عن إيجاد حل للوضع، إلى أن تحول الاعتصام إلى مشهد مأساوي تم توثيقه بمقطع فيديو صادم.
وخلال تدخل فرقة متخصصة من الدرك الملكي لمحاولة تطويق الوضع، انزلقت قدم المعتصم أثناء اقتراب العناصر الأمنية منه، فسقط بشكل مفاجئ بعد أن تعلّق لحظات بحبل كان قد لفه حول رقبته. وتُظهر المقاطع المنتشرة محاولة أحد الدركيين قطع الحبل لإنقاذه، لكن الواقعة انتهت بسقوط مروع.
المعتصم نُقل إلى المستشفى في حالة حرجة، حيث خضع للعناية المركزة لأربعة أيام، قبل أن يعلن عن وفاته، مما فجّر موجة من الصدمة والتساؤلات حول تدبير هذا الشكل الاحتجاجي الذي اتخذ منحى دراميًا.
وتجدر الإشارة إلى أن المعتصم كان قد احتجز، قبل أيام قليلة من الحادث، عنصرًا من الوقاية المدنية واعتدى عليه جسديًا بعصا، في لحظة توتر شديد، ما استدعى تدخل السلطات وإحالة الضحية إلى المستعجلات. وقد ساهمت هذه الواقعة في تعقيد مسار التدخل الميداني، بالنظر إلى الطابع المتقلب للحالة النفسية للمعتصم.
السلطات المحلية باشرت تحقيقًا موسعًا لتحديد المسؤوليات في هذه الفاجعة، التي أثارت أسئلة ملحة حول كيفية التعامل مع الاحتجاجات الفردية القصوى، وأيضا حول الدعم النفسي والاجتماعي الذي يحتاجه الأفراد ممن يعانون من فقدان الثقة في المؤسسات.
وتحول هذا الاعتصام من قضية مطلبية محددة إلى مأساة إنسانية، تضع الجميع أمام مسؤولية تأطير أفضل للأزمات الاجتماعية، وضمان استجابة مبكرة قبل أن تتفاقم وتؤدي إلى نهايات مأساوية