كتاب الرأي

التأطير السياسي للشباب طريق معبدة لولوج المؤسسات ….؟؟؟؟؟


كثر الكلام في الآونة الأخيرة عن الشباب ،من خلال رفع شعارات من قبل الأحزاب السياسية ، مثل تحفيز الشباب، ،وتشغيل الشباب، ..الشباب ومجتمع الرقمنة، الشباب وريادة المقاولة ،الشباب والمؤسسات ،الشباب والذكاء الاصطناعي، .الشباب والأحزاب ،الشباب والمهرجانات، الشباب والتنمية ،الشباب والانتخابات ،..كل طيف سياسي يريد احتواء الشباب و يتمظهر على أن المجتمع الحزبي لهذا الحزب أنه ينخرط فيها الشباب .ويبين على أن سياسة الحزب وبرنامجه ومنظومته تلقى تقابلية لدى الشباب المغربي بمختلف شرائحه ، وحيت أن الحزب الذي لا يتوفر على حال لسانه ،إذن فما هي الرسالة التي يسوقها إلى الرأي العام الوطني وكيف يتعرف الشباب على الحزب و ايديولوجيته ؟ أي على الحزب ومنهجه ومنظومته وعقيدته وبرنامجه ؟أما في شكل جريدة ورقية أو موقع إلكتروني يكتب فيه منظروا الحزب وأطره .يشرحون باستمرار أدبيات الحزب وفكره ومواقفه إذا ما وجد هؤلاء،المنظرون والمفكرون والمثقفون في الحزب .؟ كيف سيلتحقون بالحزب ؟



بقلم: الدكتور مصطفى بلعوني، باحث في العلوم الاجتماعية والإنسانية تخصص تاريخ معاصر وراهن والتاريخ الاجتماعي

أن التغيير العميق الذي وقع في المشهد السياسي  كخطاب ما بعد 2001 أي بعد أحداث تفجير مركز التجارة العالمي  أوكلاهوما بالولايات المتحدة الأمريكية، وقع تحول في آليات الخطاب في العالم وأصبحت الشعبوية التي تتجاوز الأصول الاجتماعية والثقافية وتشكك في فيما هو قيمة نوعية أو رمزية أي القيم والأخلاق العالية، و تقوم بتمييع الثقافة، وتجعل الأصل هامشي والهامش أصيلا و تنحاز إلى الشعب حسب منظريها .حيث أصبحت الأرضية مهيأة الشعبوية  .لكي يسود الخطاب المؤدي إلى نزع الوازع السلطوي من النخبة المسيرة،هذا الخطاب النفعي والمصالح والبرجماتي  والوصول إلى هذه المرحلة من المجتمع  أو الفترة لكي يتساوى الجميع مع الكل حيت أن أصحاب الشعبوية يتفننون في  دغدغة عواطف الجماهير بخطاب رديئة بسيطة جدا لا توجد فيه اللغة العالمة ،  حيث لم تبق أي  رمزية أو قيمة لأي شيء..هذا أثر على الأداء الوظيفي للأحزاب وأصبحت لا تقوم بواجبها  أو مهامها التأطيرية . أو التكوينية وأصبح المجتمع رواده أصحاب الفكر الضحل وأصبحت "التفاهة" تحظى بصيانة رمزية .ومن هنا لم يبق فكر الملتزم أو الحصيف أي مكانة في المجتمع مما جعل المفكر والمثقف له دور ثانوي في المجتمع حتى أضحى خارج الحسابات   في الأوساط الاجتماعية والثقافية والسياسية  .. 

أن الشعبوية ضد العقلانية،وضد المميزات للمؤسسات، وتطرح بديلا شعبي يتعلق بدائل خارج التصنيف المميز لتأطير،الشعب وتوجيهه لخدمة تقوية المجتمع المبنية على الجدية والالتزام ،الطهرانية ،الأخلاقية والقيم وتقوية النسيج المجتمعي ، فإن دعاة الشعبوية فهموا العكس وأصبحت بمثابة ترويج اللامعقول واللا مسؤولية،في إطار العمل الفج أي" فوضى فكرية منظمة ".

ولهذا هناك ظواهر أصبحت في المجتمع وتمت ترقيتها وتحصينها مثل" ثقافة التفاهة " .ان الشعبوية جاءت ضد النخبة أو النخبوية بمفهوم ايجابي لان التغييرات او الثورات الفكرية قامت بها النخبة  في المجتمعات المتقدمة .ولهذا فإن الشعبوية هي هموم الشعب ومعالجة هذه القضايا والتصاق مع الشعب وآلامه .وآماله ، لكنها حرفت عن قصيدتها بعدما أصبحت مثل التهريج السياسي ولا الجدية  وخطابها مبتذل ينتمي إلى البنية  التقعيدية التحت تحتية واللغة الدارجة العامية هي أساس الخطاب  ،وبالرجوع إلى عمل الأحزاب التي يجب أن تؤطر المجتمع كمهام دستورية يجدها أدارت  ظهرها على  عملية التأطير والتكوين والأدلجة  .

ولهذا لا يمكن أن يهتم الحزب بالانتخابات ويجعلها الهدف الرئيسي للعملية السياسية، فإن العملية تكمن في خلق إطار مرجعي يتجدر داخل المجتمع، إذا كان الحزب له مشروع مجتمعي يريد قيادة البلاد .ولهذا من الممكن أن تكون اديولوجيته واضحة ، عقيدته المبدئية لا تخرج على ثوابت الأمة، برنامجه الاقتصادي والاجتماعي مقبول لدى المجتمع ، القضايا الأساس الوطنية تكون من ضمن اهتمامات الحزب للدفاع عن المقدسات الوطنية وصيانة الرموز والتباهي بمفاخر،الأمة من أحداث عظيمة في تاريخ المغرب .أما الانتخابات فهي وسيلة لترجمة هذه المبادئ وتحقيق هذه الأهداف لدى الشعب بواسطة الحزب .ومن هنا تتعالى الأصوات، لجر الشباب إلى المعترك السياسي، عن طريق آليات واضحة منها ، خلق فضاءات تتناسب وتطور المجتمع في إطار محيطه .الجهوي والدولي والعالمي .

أن الحزب يمكن أن يظهر  بفكرة جديدة أو قضية اقتصادية أو اجتماعية .تؤدي إلى تكتل الشباب والقوى الحية حوله .ولهذا نرى في المجتمعات الديمقراطية المتقدمة أن الحزب يكون رائدا ويقود بعد عشرة سنوات او اكثر من تأسيسه على أساس فكرة جديدة أو مذهبية ، إذا كانت المذاهب والبرامج لأحزاب تقادمت ولا يمكنها تعبئة المجتمع وقيادته وعجزت عن معالجة المعضلات الاجتماعية والاقتصادية ، لهذا تظهر أحزاب جديدة بمنظور جديد وفكر متجدد .

أن إشكالية التنمية أو المشكلات الاجتماعية أو الاقتصادية،تكون رهينة بوجود الأحزاب لحل هذه المشاكل  .وإذا عجزت الأحزاب الموجودة في الحكومة ، فإن الضرورة تكون حتمية لظهور أحزاب جديدة تدعو إلى،قيادة المجتمع وحل مشاكله وهذه هي صفوة التعددية المبنية على الديمقراطية .

أن عملية ولوج الشباب في الجسم الحزبي تكون سلسة ،طبيعية عادية ، لأن الشباب يجد في الحزب فضاء،ديمقراطيا ملائما لتوجيهاته ، وفكره دون ضغط أو إكراه.وداخل الحزب أو المجتمع الحزبي يكون تحولات استراتيجية داخل الجسم الحزبي ، ويكون التداول أو التناوب داخل الحزب .

 بيد أن جر الشباب للحزب السياسي، فيتم بعدة آليات منها التواصل الجاد العقلاني ، حيث تخصص مثلا صفحات من جريدة ورقية يكتب فيها الشباب أو مواضيع تهم زمنهم العمري ابتداء من الفترة الثانوية العامة الى الرحاب الجامعي ، أو تأسيس مواقع رقمية تهتم بالشباب .تم أحداث نوادي ثقافية تنسجم مع المتغيرات العمرية للشباب .أو صالونات ثقافية ملتزمة بالتأطير السياسي والمعرفي .

وهذه هي المادة الدسمة التي تجعل من الشباب ينفتح على الحزب .وأن أجهزة الحزب باستمرار،تقوم بمواكبة تطلعاتهم عن طريق خبراء أو مؤطرين متخصصين  في علم التواصل والاتصال. وفي التنشئة الإجتماعية. 

أن الحديث "بالمن" على شريحة الشباب -والذي يعتبرون رجال الغد -، لا تنجح ولا يمكنها أن تحقق أهدافها في جر الشباب إلى الحزبية باعتبارهم " قاصرين ".

كما أن العملية السياسية أو المشهد السياسي، إذا كان نتاج لمجتمع موحد أي الوحدة الوطنية ولا توجد به طوائف .فإن العملية السياسية يجب أن تكون موحدة ،وتدفع إلى تقوية الجبهة الداخلية. 

ولهذا أن الحديث على  نظام الكوطا في العملية السياسية وفي انتخابات.هو بمثابة ريع يقلل من همم الشباب . 
لتمكينهم من الولوج للمؤسسات  التشريعية أو إلى الهيئات الترابية.

هي قضايا غير ذي موضوع خاصة لائحة الشباب أو لائحة المرأة أو لائحة الأطر كما يتداول الآن.  لأن هذه اللوائح الانتخابية النوعية أو الخاصة تعطي أشكالا آخر يكمن في المحسوبية أو التجارة السياسية أو تعطى معلقة من ذهب النافذين في الحزب لكي يرشحوا أسرهم وأتباعهم .ومن هنا يغيب التداول في النخب وتغيب الكفاءة. التي نبحث عنها .
أن العالم اليوم ومن حولنا المتغيرات الكبرى في كل المستويات الحياتية وفي كل الميادين الصناعية والتجارية والفلاحية والاقتصادية والبيئية ، يجب استيعاب ذلك في مجتمع المغربي دون الحاجة إلى النمطية والى معالجة ذلك بواسطة إعطاء امتيازات للشباب دون الوصول إليها عن جدارة لأن ذلك هو الذي يعطي مكانة طبيعية للشباب داخل الهرم الاجتماعي والجسم السياسي ، وهكذا يجب فتح المجال له .وليس الشباب هو الذي نأتي بفئة معينة ونقول هذا هو الشباب أن تموقعات الشباب تأتي عن طريق حركية سليمة وعادية مؤطرة من طرف دمقرطة المجتمع وقوانينه وخاصة الدستور .

بيد أن الاهتمام بالشباب وتأطيره ، يجب أولا أن يقوم الحزب بعمله و بمهامه الدستورية .وهو تأطير المواطن …تم فتح الفضاء الجامعي لدفع الشباب للاهتمام بالعمل الجمعوي في إطار اتحادات للطلاب وهو تمرين مهم يؤهل الشباب للولوج العمل السياسي. 

تم تأسيس. النوادي الثقافية  بالثانوية العامة والخصوصية  إذا أردنا شباب يقتحم العمل السياسي مستقبلا .

أن التأطير السياسي من مهام الأحزاب السياسية .واستقطاب الشباب يكون على أساس "مواد " منها الايديولوجية،للحزب وطبيعة الحزب ، وأداء الحزب ، وهيكلة الحزب ، وآليات التواصلية للحزب ، بحضور الحزب في الساحة السياسية والمشهد الحزبي .و جرائد الحزب ، وأخلاق المنتسبين للحزب .وابداعات الحزب ، ومبادرات مناضليه ، تم الفضاءات التي يخلقها الحزب على طول السنة وفي كل المواسم الثقافية أو الفكرية أو الإبداعية تم في الأيام العالمية التي لها مدلول إنساني .

هكذا بهذه الوسائل نستقطب الشباب وبدون الفكر والاطار المرجعي  فيكون  شباب ولكن وسط ، وسط حزب  شيخ في هرم الحزب وأجهزته .ولهذا فصفوة التأطير تبدأ من هنا . .؟؟؟؟  
 

 

Sara Elboufi
سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة مقدمة البرنامج الإخباري "صدى الصحف" لجريدة إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الثلاثاء 15 يوليوز 2025

              

آخر الأخبار | حياتنا | صحتنا | فن وفكر | لوديجي ستوديو | كتاب الرأي | هي أخواتها | تكنو لايف | بلاغ صحفي | لوديجي ميديا [L'ODJ Média] | المجلة الأسبوعية لويكاند | اقتصاديات | كلاكسون


Bannière Réseaux Sociaux

Bannière Lodj DJ
















تحميل مجلة لويكاند







Buy cheap website traffic