عملية تجميل فاشلة تُنهي المسيرة الفنية للمغنية التركية سونغول أوغوز وتثير جدلاً واسعاً حول سلامة الإجراءات الطبية

تفيد مصادر إعلامية تركية بأن أوغوز خضعت في شهر أبريل الماضي لعملية شفط دهون داخل مستشفى خاص، بغرض تحسين مظهرها استعداداً لمشاريع فنية جديدة. غير أن العملية انتهت بمضاعفات خطيرة، جعلتها تختفي تماماً عن الأضواء منذ ذلك الحين.

وخلال الأسابيع التالية للجراحة، بدأت الفنانة تعاني من آلام مبرحة استمرت لأكثر من شهرين، ما دفع الفريق الطبي نفسه لإجراء عملية ثانية لمحاولة تصحيح الوضع. إلا أن التدخل الجراحي الإضافي لم يحسّن حالتها، بل زادها سوءاً، حيث أصيبت بجرح مفتوح في البطن ظل ينزف بصورة مستمرة، في مؤشر خطير على خلل طبي جسيم.

ورغم تفاقم حالتها، رفض الفريق الطبي إجراء أي تدخل جديد، لتجد أوغوز نفسها طريحة الفراش داخل منزلها، عاجزة عن القيام بمهامها اليومية، فضلاً عن العجز عن الغناء أو الرقص، وهما ركيزتا مسيرتها الفنية.

وبحسب مقربين منها، فإن الفنانة تعاني اليوم من قيود حركية شديدة، إلى جانب آلام مزمنة تمنعها من العودة إلى حياتها الطبيعية، ما يعني عملياً انتهاء مسيرتها الفنية التي امتدت لسنوات.

وظهرت الفنانة مؤخراً في مقاطع وصور تم تداولها على نطاق واسع وهي مستلقية على سرير داخل منزلها، تبدو عليها ملامح الألم والإرهاق. ووفق ما تم تداوله، فقد قررت مقاضاة المستشفى الذي أجرى لها العملية، متهمةً إياه بـالإهمال الطبي وارتكاب “أخطاء خطيرة” في الإجراءات قبل وبعد الجراحة.

وبحسب مصادر قريبة من أسرتها، فقد بدأت الإجراءات القانونية بالفعل، مطالبةً بفتح تحقيق ومحاسبة كل من تورط في تدهور حالتها.

وأثارت مأساة سونغول أوغوز موجة واسعة من التعاطف في تركيا، حيث عبّر آلاف المستخدمين عن تضامنهم معها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ودعوا في الوقت نفسه إلى تشديد الرقابة على عيادات ومراكز التجميل الخاصة، خاصة بعد الارتفاع الملحوظ في عدد الحالات التي تشكو من مضاعفات خطيرة نتيجة عمليات غير آمنة.

وتأتي هذه القضية لتسلّط الضوء على جانب مظلم من صناعة الجمال، حيث تتحول العمليات التجميلية من وسيلة لتحسين المظهر إلى خطر قد يهدد الحياة، في ظل غياب رقابة كافية أو استهتار بعض المؤسسات الخاصة بمعايير السلامة الطبية.

قصة سونغول أوغوز ليست مجرد حادثة فردية، بل هي ناقوس خطر يذكّر بضرورة مراجعة القوانين المنظمة لعمليات التجميل، وضمان إجراء هذه العمليات داخل مؤسسات مرخّصة وذات خبرة، حمايةً لحياة الناس وصوناً لحقوقهم. وفي انتظار ما ستكشفه التحقيقات المقبلة، تبقى أوغوز مثالاً مؤلماً لضحايا عمليات التجميل الفاشلة التي غيّرت مسارات حياتهم بشكل مأساوي.