تعتمد تصنيفات مؤشر هينلي على عدد الدول التي يمكن لحامل جواز السفر زيارتها دون الحاجة إلى تأشيرة مسبقة، وهو معيار يعكس مدى حرية الحركة والتنقل التي يتمتع بها مواطنو كل دولة. ويُظهر المؤشر أن العديد من الدول الآسيوية والأوروبية تمكنت من التفوق على الولايات المتحدة في هذا الجانب، مما يعكس تغيّرات في السياسات الدولية وتوجهات السفر التي تؤثر على ترتيب الجوازات.
في خطوة جديدة لتعزيز إجراءات التأشيرة، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية الشهر الماضي عن "توسيع الفحص" للمتقدمين للحصول على التأشيرات، إذ أصبح من المتطلب على المتقدمين جعل جميع حساباتهم الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي متاحة للسلطات الأمريكية، لتتمكن من فحص محتوياتها والتحقق من معلوماتهم بشكل أعمق، ما زاد من تعقيد عملية الحصول على التأشيرة الأمريكية، وأثر بشكل مباشر على مرونة السفر للمواطنين الأمريكيين.
وعلى صعيد جوازات السفر الأقوى عالميًا، حافظت سنغافورة على صدارتها، حيث يتيح جواز السفر السنغافوري لحامله الوصول إلى 193 وجهة بدون تأشيرة، تليها اليابان وكوريا الجنوبية اللتان تمكّنان مواطنيهما من السفر إلى 190 وجهة. كما تصدرت عدة دول أوروبية مثل الدنمارك وفنلندا وفرنسا وألمانيا وأيرلندا وإيطاليا وإسبانيا القائمة بقدرتها على دخول ما يقارب 189 دولة دون الحاجة إلى تأشيرة مسبقة.
وفيما يتعلق بأضعف جوازات السفر عالميًا، تبرز عدة دول عربية إلى جانب دول أخرى من آسيا وأفريقيا، حيث يحتل جواز السفر الأفغاني المركز الأدنى، إذ لا يسمح لحامله بالسفر إلى أكثر من 25 وجهة بدون تأشيرة. يأتي بعدها جواز السفر السوري الذي يتيح الوصول إلى 27 وجهة فقط، فيما يسمح جواز السفر العراقي بالسفر إلى 30 وجهة. ويتشارك كل من باكستان والصومال واليمن في ترتيب مماثل يسمح بدخول 32 وجهة، أما ليبيا ونيبال فهما من الدول التي يمكن لحاملي جوازاتهما زيارة 38 وجهة فقط دون تأشيرة.
يعكس هذا التفاوت الكبير في حرية التنقل بين الدول الفوارق السياسية والاقتصادية والاستقرار الأمني الذي تمر به هذه البلدان. كما يؤثر بشكل مباشر على فرص المواطنين في تلك الدول فيما يتعلق بالدراسة والعمل والسفر الشخصي، حيث يجد أصحاب جوازات السفر الضعيفة صعوبة أكبر في التنقل حول العالم، مما يزيد من العزلة الاجتماعية والاقتصادية.
ويشكل تراجع جواز السفر الأمريكي دلالة على تغير مكانة الولايات المتحدة في الخارطة العالمية للسفر، لا سيما في ظل سياسة تشديد التأشيرات التي اتبعتها الإدارة الأمريكية، والتي أدت إلى تقليل حرية حركة مواطنيها بالمقارنة مع العقود السابقة. في المقابل، تتجه دول آسيوية وأوروبية إلى تسهيل حركة مواطنيها من خلال اتفاقيات متبادلة تعزز من حرية التنقل، وهو ما ينعكس إيجابًا على ترتيب جوازات سفرها.
تظل مسألة قوة جواز السفر مؤشراً هامًا يعكس ليس فقط حرية السفر، بل أيضًا العلاقات الدبلوماسية والقوة الاقتصادية والسياسية للدولة. ومن المتوقع أن تشهد هذه التصنيفات مزيدًا من التقلبات في السنوات القادمة مع استمرار التحولات السياسية والاقتصادية العالمية، خاصة مع تداعيات جائحة كورونا وتأثيرها على سياسات السفر والحدود.
في الختام، يبرز مؤشر هينلي كمرجع رئيسي للراغبين في فهم مكانة جوازات سفر دولهم على الساحة الدولية، مع تذكير الجميع بأن حرية التنقل هي واحدة من أهم الحقوق التي تعكس مدى انفتاح العالم وقدرة الشعوب على التواصل والتبادل الثقافي والاقتصادي.
بقلم هند الدبالي
في خطوة جديدة لتعزيز إجراءات التأشيرة، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية الشهر الماضي عن "توسيع الفحص" للمتقدمين للحصول على التأشيرات، إذ أصبح من المتطلب على المتقدمين جعل جميع حساباتهم الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي متاحة للسلطات الأمريكية، لتتمكن من فحص محتوياتها والتحقق من معلوماتهم بشكل أعمق، ما زاد من تعقيد عملية الحصول على التأشيرة الأمريكية، وأثر بشكل مباشر على مرونة السفر للمواطنين الأمريكيين.
وعلى صعيد جوازات السفر الأقوى عالميًا، حافظت سنغافورة على صدارتها، حيث يتيح جواز السفر السنغافوري لحامله الوصول إلى 193 وجهة بدون تأشيرة، تليها اليابان وكوريا الجنوبية اللتان تمكّنان مواطنيهما من السفر إلى 190 وجهة. كما تصدرت عدة دول أوروبية مثل الدنمارك وفنلندا وفرنسا وألمانيا وأيرلندا وإيطاليا وإسبانيا القائمة بقدرتها على دخول ما يقارب 189 دولة دون الحاجة إلى تأشيرة مسبقة.
وفيما يتعلق بأضعف جوازات السفر عالميًا، تبرز عدة دول عربية إلى جانب دول أخرى من آسيا وأفريقيا، حيث يحتل جواز السفر الأفغاني المركز الأدنى، إذ لا يسمح لحامله بالسفر إلى أكثر من 25 وجهة بدون تأشيرة. يأتي بعدها جواز السفر السوري الذي يتيح الوصول إلى 27 وجهة فقط، فيما يسمح جواز السفر العراقي بالسفر إلى 30 وجهة. ويتشارك كل من باكستان والصومال واليمن في ترتيب مماثل يسمح بدخول 32 وجهة، أما ليبيا ونيبال فهما من الدول التي يمكن لحاملي جوازاتهما زيارة 38 وجهة فقط دون تأشيرة.
يعكس هذا التفاوت الكبير في حرية التنقل بين الدول الفوارق السياسية والاقتصادية والاستقرار الأمني الذي تمر به هذه البلدان. كما يؤثر بشكل مباشر على فرص المواطنين في تلك الدول فيما يتعلق بالدراسة والعمل والسفر الشخصي، حيث يجد أصحاب جوازات السفر الضعيفة صعوبة أكبر في التنقل حول العالم، مما يزيد من العزلة الاجتماعية والاقتصادية.
ويشكل تراجع جواز السفر الأمريكي دلالة على تغير مكانة الولايات المتحدة في الخارطة العالمية للسفر، لا سيما في ظل سياسة تشديد التأشيرات التي اتبعتها الإدارة الأمريكية، والتي أدت إلى تقليل حرية حركة مواطنيها بالمقارنة مع العقود السابقة. في المقابل، تتجه دول آسيوية وأوروبية إلى تسهيل حركة مواطنيها من خلال اتفاقيات متبادلة تعزز من حرية التنقل، وهو ما ينعكس إيجابًا على ترتيب جوازات سفرها.
تظل مسألة قوة جواز السفر مؤشراً هامًا يعكس ليس فقط حرية السفر، بل أيضًا العلاقات الدبلوماسية والقوة الاقتصادية والسياسية للدولة. ومن المتوقع أن تشهد هذه التصنيفات مزيدًا من التقلبات في السنوات القادمة مع استمرار التحولات السياسية والاقتصادية العالمية، خاصة مع تداعيات جائحة كورونا وتأثيرها على سياسات السفر والحدود.
في الختام، يبرز مؤشر هينلي كمرجع رئيسي للراغبين في فهم مكانة جوازات سفر دولهم على الساحة الدولية، مع تذكير الجميع بأن حرية التنقل هي واحدة من أهم الحقوق التي تعكس مدى انفتاح العالم وقدرة الشعوب على التواصل والتبادل الثقافي والاقتصادي.
بقلم هند الدبالي