ويعكس هذا التحسن ثمار جهود متواصلة لتحديث البنية التحتية الرقمية في البلاد، حيث تراهن السلطات على مواكبة التحولات التكنولوجية العالمية، خصوصاً مع اقتراب موعد إطلاق شبكة الجيل الخامس (5G)، المرتقب في نونبر المقبل. وتخطط الحكومة لتوفير هذه التقنية المتقدمة لما لا يقل عن 25% من السكان بنهاية السنة الجارية، في أفق توسيع التغطية إلى 70% في أفق سنة 2030.
وفي السياق الإقليمي، يحافظ المغرب على موقع تنافسي في منطقة شمال أفريقيا، رغم أن تونس تسبقه حالياً في الترتيب العالمي، باحتلالها المركز 52 بسرعة تحميل بلغت 75.90 ميغابت في الثانية، فيما جاءت الجزائر في المرتبة 89 بسرعة لا تتجاوز 36.99 ميغابت، ما يؤكد الفجوة التكنولوجية داخل المنطقة.
أما على المستوى العربي، فتواصل دول الخليج تصدر المشهد، حيث تتربع الإمارات على القمة بسرعة تحميل استثنائية تفوق 546 ميغابت في الثانية، تليها كل من قطر والكويت بسرعات تناهز 300 ميغابت، مما يكرس الهيمنة الخليجية على مؤشرات الاتصال بالإنترنت في العالم العربي.
ورغم هذا التقدم المحسوس، لا تزال هناك فجوة رقمية قائمة داخل المغرب نفسه، خاصة في المناطق القروية والنائية، حيث تعاني بعض الجهات من ضعف تغطية الشبكات وغياب الاستثمارات الكافية في تقنيات الألياف البصرية. وهو ما يدفع خبراء إلى التشديد على ضرورة المضي في تعميم البنية التحتية الرقمية وضمان تكافؤ الفرص في الوصول إلى خدمات الإنترنت السريع.
وفي ظل التنافس المتزايد عالمياً على تسريع وتيرة التحول الرقمي، يبدو أن المغرب مطالب بتسريع وتيرة الإصلاحات والاستثمارات حتى لا يتحول هذا التقدم إلى مجرد لحظة عابرة في سباق عالمي لا يعرف التوقف