الرئيسية
وتستضيف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) هذه الفعالية في مقرها بالعاصمة الفرنسية باريس، حيث يجمع الحدث بين صناع القرار والخبراء في مجال التعليم، الإعلام، والسياسات العامة، بهدف رسم خارطة طريق لدعم انتشار اللغة العربية وتيسير الوصول إليها في مجتمعات متعددة اللغات وفي مناطق محدودة الموارد.
وتركز الفعالية على الآليات التي تتيح تعزيز استخدام العربية عبر التعليم والتكنولوجيا ووسائل الإعلام، مع توفير سياسات عملية تضمن شمولية اللغة وتمكين المجتمعات من الوصول إليها بسهولة. وتنسجم هذه الرؤية مع برنامج «إدارة التحولات الاجتماعية» التابع لليونسكو، كما تحظى بدعم مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية، التي تعمل على تمكين المجتمعات العربية وتوسيع إنتاج المعرفة باللغة العربية على المستوى الدولي.
وتمثل اللغة العربية أحد الأعمدة الرئيسة للتنوع الثقافي الإنساني، حيث يتحدث بها يوميًا أكثر من 400 مليون شخص، ليس فقط في المنطقة العربية، بل أيضًا في تركيا وتشاد ومالي والسنغال وإريتريا. وتكتسب العربية أهمية خاصة لدى المسلمين باعتبارها لغة القرآن الكريم، وكذلك لدى بعض الطوائف المسيحية واليهودية في المنطقة العربية، إذ استخدمت في كتابة الأعمال الدينية والفكرية عبر العصور الوسطى.
وتفتح العربية أبوابًا واسعة على إرث حضاري غني بالإبداع والتنوع، من التعبير الشفهي إلى الأدب المكتوب، والفصيح إلى العامي، مرورًا بالشعر والنثر والخطوط المتعددة. وقد ترك هذا الإرث تأثيرًا مباشرًا على لغات عديدة في العالم، مثل التركية والفارسية والكردية والأوردية والإندونيسية، وصولًا إلى بعض اللغات الأوروبية والمتوسطية مثل الإسبانية والبرتغالية والمالطية.
وفي سياق دعم التعدد اللغوي، قررت إدارة الأمم المتحدة للتواصل العالمي تخصيص يوم 18 ديسمبر/كانون الأول للاحتفال باللغة العربية، وذلك منذ اعتماد قرار الجمعية العامة رقم 3190 (د-28) في 18 ديسمبر 1973، الذي أدرج العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في المنظمة الدولية. ويهدف هذا اليوم إلى رفع الوعي بتاريخ اللغة العربية، وتاريخ ثقافاتها، ومسارات تطورها، من خلال تنظيم برامج وفعاليات متخصصة.
ويشكل موظفو اللغات داخل الأمم المتحدة شبكة متنوعة من الخبرات، تجمعهم الرغبة في تقديم أعلى مستويات الجودة في مجالات تخصصهم. ويضطلع هؤلاء المهنيون بدور محوري في تسهيل التواصل بين الدول، ودعم عمليات صنع القرار، بما يعكس أهمية العربية كأداة للتفاهم العالمي والتعاون متعدد الثقافات.
وتؤكد الاحتفالية هذا العام على ضرورة استثمار الابتكار والتكنولوجيا في تعزيز مكانة العربية، مع وضع سياسات عملية تضمن شمولية اللغة وتمكين المجتمعات المختلفة من الوصول إليها. كما تشكل هذه المبادرة فرصة لتسليط الضوء على جهود حماية التنوع اللغوي وتعزيزه عالميًا، وترسيخ مكانة العربية كلاعب أساسي في فضاء المعرفة الدولي
