الرئيسية
يعزز المغرب مكانته في سوق المعادن الاستراتيجية بعد إعلان شركة "Atlantic Tin" الأسترالية عن اكتشاف احتياطي هائل من القصدير الخام بمنجم "أشماش" قرب مدينة مكناس، باحتياطي يُقدّر بأكثر من 39 مليون طن، وهو من بين أكبر الرواسب غير المستغلة عالميًا.
ويكتسي هذا الاكتشاف أهمية بالغة، خاصة أن معدن القصدير يُعتبر أساسياً في الصناعات الإلكترونية وصناعة السبائك والتكنولوجيا الحديثة، في ظل الطلب العالمي المتزايد الناتج عن التوسع في صناعة السيارات الكهربائية وتقنيات الطاقة الذكية.
وقد اعتمدت الشركة الأسترالية في عمليات التنقيب على تقنيات متقدمة، شملت الحفر الماسي والمسح الجيوكيميائي، ما مكّنها من تحديد امتدادات واعدة في منطقة سيدي عدي المجاورة. كما تعتزم الشركة اعتماد تقنية الاستخراج تحت الأرض "الفودروياج الميكانيكي" التي تقلل التكاليف وتعزز الإنتاجية.
يأتي هذا الاكتشاف في سياق عالمي يتّسم بتسابق القوى الصناعية الكبرى لتأمين احتياجاتها من المعادن الحيوية، وهو ما يمنح المغرب موقعًا استراتيجياً كبديل آمن ومستقر في سلسلة التوريد العالمية.
ورغم الآفاق الواعدة لهذا المشروع، يربط خبراء الاقتصاد الاستفادة الفعلية منه بضرورة تطوير البنية التحتية، وتأهيل الكفاءات الوطنية، واعتماد سياسات صناعية تركز على التصنيع المحلي وخلق القيمة المضافة.
ويمثل منجم "أشماش" فرصة استراتيجية للمغرب ليس فقط لاستثمار ثرواته الطبيعية، بل لتعزيز استقلاليته الاقتصادية، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وخلق فرص شغل، في أفق ترسيخ مكانته كقوة صاعدة في عالم المعادن الاستراتيجية.
الكلمات المفتاحية : منجم أشماش، القصدير قرب مكناس، المعادن الاستراتيجية، احتياطي القصدير العالمي، شركة Atlantic Tin، الثروات المعدنية، سوق المعادن العالمية، التعدين في المغرب، سلاسل التوريد، الاستثمار في المعادن، التنمية الاقتصادية، الصناعات الإلكترونية، الطاقة الذكية، مستقبل التعدين
