وهدفت الندوة، التي امتدت على مدى يومين، إلى إبراز الأهمية الاستراتيجية لجهة العيون الساقية الحمراء في إطار تعزيز التعاون الإفريقي جنوب-جنوب، ودعم الاندماج القاري عبر مشاريع تنموية كبرى، حيث برزت الجهة كنقطة محورية تربط دول الساحل الإفريقي بالمحيط الأطلسي، وذلك تماشياً مع الرؤية الملكية التي تهدف إلى إعادة تشكيل خريطة الشراكة الإفريقية.
وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، شدد رئيس جامعة القاضي عياض، بلعيد بوكادير، على أن اختيار مدينة العيون لاستضافة هذا اللقاء كان دليلاً على المكانة المتنامية للجهة كجسر يربط بين المغرب وعمقه الإفريقي، مؤكداً أن المبادرة الملكية التي تهدف إلى تمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي شكلت تحولاً استراتيجياً في هيكلة التعاون القاري.
وأوضح بوكادير أن جهة العيون الساقية الحمراء تمتلك مؤهلات اقتصادية واعدة وبنى تحتية متطورة، ما جعلها منصة مثالية لتنفيذ الرؤية التنموية الملكية وتفعيل شراكات متعددة الأبعاد بين المغرب وبلدان القارة.
وشهدت الندوة مشاركة نخبة من الأكاديميين والباحثين من جامعات مغربية وإفريقية وأوروبية، حيث قدموا أكثر من أربعين ورقة علمية تناولت مجالات الاقتصاد والجغرافيا والقانون والعلاقات الدولية والتنمية المستدامة والطاقات المتجددة. وأكد بوكادير على الدور المحوري للجامعة في صياغة رؤى جديدة للتنمية عبر تكوين نخب قادرة على مواكبة التحولات ودفع مسار التكامل الإفريقي على مستوى المعرفة والابتكار.
من جهته، أبرز رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات بجهة العيون الساقية الحمراء، خليل ولد الرشيد، أن تنظيم الندوة يعكس إيمان الغرفة بأهمية الانفتاح على المؤسسات الأكاديمية، وضرورة تأسيس التنمية على أسس معرفية متينة تجمع بين الجامعة والمقاولة والمجال الترابي في رؤية تنموية موحدة.
وأشار ولد الرشيد إلى أن الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى 48 للمسيرة الخضراء كان نقطة فاصلة في مسار التعاون الإفريقي، من خلال إطلاق المبادرة الأطلسية التي تهدف إلى ربط دول الساحل بالمحيط الأطلسي عبر الأقاليم الجنوبية، وتنفيذ مشاريع كبرى في مجالات النقل والطاقة والتجارة.
واختتمت الندوة بتأكيد مكانة جهة العيون الساقية الحمراء كفاعل اقتصادي إقليمي محوري وقاطرة للتكامل الإفريقي، في ظل الدينامية المتجددة للعلاقات المغربية الإفريقية، المدعومة بإرادة ملكية واضحة لتعزيز الاندماج القاري على أسس التعاون والتضامن والتنمية المشتركة