الرئيسية
وفي بيان صادر عن الأمانة العامة للجامعة، شددت المنظمة الإقليمية على أن "التصعيد الجاري لن يُفضي سوى إلى موجة جديدة من العنف المتبادل، ستكون لها تداعيات كارثية على جميع الأطراف"، مؤكدة في الآن ذاته على رفضها القاطع لأي عمل عسكري ينتهك سيادة الدول، ويهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي.
ودعت الجامعة العربية كل الأطراف المعنية إلى التروي، وعدم الانجرار نحو دوائر الانتقام المتبادل، والعودة إلى طاولة الحوار والدبلوماسية باعتبارها المسار الوحيد لحل النزاعات، وعلى رأسها الملف النووي الإيراني الذي ظل لعقود محوراً لتوترات دولية حادة.
البرلمان العربي يدخل على الخط
وفي السياق ذاته، حذر البرلمان العربي من أن المنطقة، التي تشهد أساساً مستويات غير مسبوقة من التوتر، لم تعد تتحمل مزيدًا من التصعيد أو المغامرات العسكرية. واعتبر البرلمان في بيان رسمي أن الضربات الأمريكية "قد تشعل نزاعات إقليمية كبرى"، مطالبًا بضرورة احترام مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، خاصة تلك المتعلقة بعدم التدخل في شؤون الدول واحترام سيادتها.
وأضاف البيان أن على القوى الدولية الكبرى أن تتحمل مسؤوليتها التاريخية والأخلاقية في هذه اللحظة الحرجة، والعمل بجدية لوقف التصعيد، ومنع انزلاق الأوضاع إلى مواجهة شاملة يصعب احتواؤها لاحقًا.
مواقف عربية داعمة للدبلوماسية
من جهتها، أعربت الأردن عن "قلقه البالغ" من الضربات التي طالت منشآت نووية في إيران، محذرًا من العواقب الوخيمة لمزيد من التصعيد في المنطقة، ودعت وزارة الخارجية الأردنية إلى ضرورة "وقف العمليات العسكرية فورًا" واستئناف مسار المفاوضات السياسية لتفادي الانزلاق نحو حرب واسعة النطاق.
أما البحرين، فقد شددت عبر بيان لوزارة خارجيتها على ضرورة "تضافر الجهود الإقليمية والدولية من أجل احتواء الوضع"، داعية إلى العودة العاجلة للمفاوضات بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية الإيرانية كسبيل أوحد لتسوية النزاع بطريقة سلمية وآمنة لجميع شعوب المنطقة.
قلق دولي ومخاوف من سيناريوهات مظلمة
التحركات العسكرية الأخيرة فتحت الباب أمام سيناريوهات متعددة، أكثرها خطورة تلك التي تقود إلى مواجهة إيرانية-أمريكية مباشرة على أرض عدة دول في المنطقة، وسط مخاوف من دخول أطراف إقليمية أخرى على خط المواجهة.
ويبدو أن المنطقة تقف مجددًا أمام مفترق طرق، حيث بات التوتر الشديد يهدد بانهيار كل المساعي الدبلوماسية التي تم بذلها خلال السنوات الأخيرة. وفي هذا السياق، شددت الجامعة العربية والبرلمان العربي على ضرورة الإسراع بتفعيل مسارات الحلول السلمية، وقطع الطريق أمام أية أجندات تسعى إلى تحويل الشرق الأوسط إلى ساحة حرب مفتوحة
