يهدف هذا الحدث إلى جمع صناع القرار السياسيين والمانحين والخبراء والفاعلين الاقتصاديين لمناقشة التحديات اللوجستية التي تواجه القارة، مع التركيز على دور المغرب كمحور لوجستي إفريقي. وستتناول المناقشات الجوانب التقنية والمالية للقطاع اللوجستي في المغرب، لا سيما في جهة الداخلة – وادي الذهب، بالتعاون مع دول منطقة الساحل مثل موريتانيا والسنغال ومالي وبوركينا فاسو والنيجر ونيجيريا، وذلك من خلال تبادل الخبرات في تخطيط وتمويل المنصات اللوجستية، والهياكل الهندسية، والحفاظ على التراث اللوجستي. كما سيناقش المنتدى أهمية اللوجستيات في تعزيز النمو الاقتصادي والاجتماعي بالمغرب.
يركز المنتدى على هدفين رئيسيين؛ أولهما تعزيز مكانة الداخلة – وادي الذهب كمنصة استراتيجية للتجارة البينية الإفريقية، وثانيهما مناقشة التحديات التقنية والمالية والمؤسسية التي تواجه الربط الإقليمي المتنامي في أفريقيا، حيث يحتل المغرب موقع الصدارة بفضل موقعه الجغرافي وطموحاته اللوجستية.
على مدار يومين، ستُعقد جلسات متعددة تشمل مؤتمراً عاماً، ومداولات على مستوى موائد مستديرة، وورش عمل تقنية. سيركز المؤتمر الافتتاحي على "دور المغرب في الربط اللوجستي الإفريقي"، بمشاركة كبار المسؤولين والخبراء وقادة المشاريع. وستشمل موائد النقاش موضوعات مثل الممرات اللوجستية وإمكانية وصول الدول غير الساحلية إلى المحيط الأطلسي، والأثر اللوجستي لمشروع خط أنابيب الغاز بين المغرب ونيجيريا، إضافة إلى الابتكار والتحول الرقمي وأولويات التكامل اللوجستي الإقليمي.
تركز ورش العمل على تمويل البنية التحتية اللوجستية، وتطوير الموانئ والخدمات البحرية، والتدريب المهني في مجال اللوجستيات، مع إيلاء اهتمام خاص لتحديات التجارة الإلكترونية. ويتخلل البرنامج لقاءات عمل بين الشركات ومساحات تواصل لتبادل الخبرات بين الفاعلين الاقتصاديين والمؤسسات والمستثمرين.
من المتوقع أن يستقطب المنتدى نحو 300 مشارك، بينهم وزراء أفارقة مكلفون بالنقل والخدمات اللوجستية، وممثلون عن المنظمات الإقليمية، وجهات مانحة، ورواد أعمال يعملون في سلاسل التوريد، بالإضافة إلى عرض الحلول التكنولوجية والمشاريع الهيكلية في مساحة مخصصة لذلك.
يمتد برنامج المنتدى على يومين مكثفين، حيث يُخصص اليوم الأول للافتتاح الرسمي، والمؤتمر العام، وجلسات متعددة، تليها لقاءات بين الشركات والتواصل القطاعي، في حين يستمر اليوم الثاني بجلسات المائدة المستديرة وورش العمل الختامية. ويتضمن جدول الأعمال جولة ميدانية في البنية التحتية اللوجستية الإقليمية، تشمل ميناء الداخلة الأطلسي والمناطق الصناعية الناشئة، مع عرض فرص استثمارية وشراكات مستقبلية، ويختتم الحدث بتلخيص التوصيات الناتجة عن المناقشات.
من خلال استضافة هذا المنتدى، تعزز جهة الداخلة – وادي الذهب مكانتها كوجهة مفضلة للدبلوماسية الاقتصادية على الصعيد الإفريقي، مواكبةً الطموحات الاستراتيجية للمغرب في مجالات التكامل الإقليمي، وتطوير البنية التحتية، وترسيخ دور أقاليمه الجنوبية كمركز أساسي للنمو والتنمية في القارة