أخبار بلا حدود

إسبانيا تعتزم تسوية أوضاع 470 ألف مهاجر غير نظامي: خطوة نحو إصلاح شامل لسياسات الهجرة


تعتزم الحكومة الإسبانية تسوية أوضاع ما يقارب 470 ألف مهاجر غير نظامي يقيمون في البلاد قبل تاريخ 31 ديسمبر 2024، وفقًا لمقترح تشريعي كشفت عنه صحيفة El País. يأتي هذا الإجراء في إطار إصلاح شامل لسياسات الهجرة، ويُنتظر اعتماده بمرسوم ملكي خلال الأشهر المقبلة، على أن يدخل حيز التنفيذ قبل صيف هذا العام.



استجابة لمبادرة شعبية واسعة
يستند هذا المقترح إلى مبادرة تشريعية شعبية (ILP) أُطلقت عام 2021، بدعم أكثر من 600 ألف توقيع، وبتأييد واسع من منظمات المجتمع المدني والكنيسة الكاثوليكية. ويهدف إلى معالجة وضعية آلاف المهاجرين غير النظاميين الذين يعيشون في ظروف اجتماعية واقتصادية هشة، مع تعزيز الإدماج الاجتماعي لهم.

شروط التسوية
يتطلب المشروع أن يكون المهاجر قد دخل الأراضي الإسبانية قبل التاريخ المحدد، دون أن تكون لديه سوابق جنائية. كما يشترط تقديم إثباتات على الإقامة أو وجود هشاشة اجتماعية أو اقتصادية. هذه الشروط تأتي لضمان أن المستفيدين من هذا الإجراء هم أشخاص يسعون للاستقرار والمساهمة في المجتمع الإسباني.

دعم واسع ومعارضة سياسية
تحظى المبادرة بدعم قوي من أحزاب اليسار ومنظمات الهجرة، لكنها تواجه تحفظًا من بعض الأحزاب مثل الحزب الشعبي (PP) والحزب الوطني الباسكي (PNV). في المقابل، يعارض حزب فوكس اليميني المتطرف هذا الإجراء بشدة، معتبرًا أنه قد يشجع الهجرة غير النظامية.

إصلاحات موازية في قانون الهجرة
تُواكب هذه الخطة تعديلات جديدة دخلت حيز التنفيذ على قانون الهجرة الإسباني، وتشمل:


تقليص شروط الإقامة: لتسهيل حصول المهاجرين على وضع قانوني.
تمديد صلاحية التأشيرات: بما يتيح للمهاجرين فرصًا أكبر للاستقرار.
السماح للطلبة بالعمل لساعات أطول: في إطار استراتيجية تهدف لمعالجة النقص في اليد العاملة.

أهداف اقتصادية واجتماعية
تأتي هذه الإصلاحات ضمن استراتيجية شاملة لمعالجة النقص في اليد العاملة في قطاعات حيوية، مثل الزراعة والبناء والخدمات. كما تهدف إلى تعزيز الإدماج الاقتصادي والاجتماعي للمهاجرين، مما يساهم في رفع مستوى الاستقرار الاجتماعي وتقليل الفوارق الاقتصادية.

ويمثل المقترح التشريعي لتسوية أوضاع المهاجرين غير النظاميين خطوة هامة نحو إصلاح شامل لسياسات الهجرة في إسبانيا. من خلال تعزيز الإدماج الاجتماعي ومعالجة النقص في اليد العاملة، تسعى الحكومة الإسبانية إلى تحقيق توازن بين احتياجات الاقتصاد الوطني واحترام حقوق الإنسان. ومع ذلك، يبقى نجاح هذه المبادرة مرهونًا بالتوافق السياسي وقدرتها على مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بالهجرة.

Sara Elboufi
سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة مقدمة البرنامج الإخباري "صدى الصحف" لجريدة إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الاربعاء 21 ماي 2025

              

Bannière Réseaux Sociaux

Bannière Lodj DJ















تحميل مجلة لويكاند






Buy cheap website traffic