مختصرات

جدل حول مشاركة فنّانين جزائريين في احتفالات عيد الشباب بالمغرب  05/08/2025

أثار الإعلان عن تنظيم حفل فني كبير بمركب "موروكو مول" التجاري في مدينة الدار البيضاء، بمناسبة الاحتفال بذكرى عيد الشباب يوم 24 غشت الجاري، موجة من الجدل والتفاعل على منصات التواصل الاجتماعي. السبب الرئيسي لهذا الجدل يعود إلى مشاركة ثلاثة فنّانين جزائريين في إحياء هذا الحفل، وهم فوضيل، المقيم في المغرب منذ سنوات، إلى جانب رضى الطالياني وقادر الجابوني، الذين يتمتعون بشعبية واسعة في أوساط الجمهور المغاربي.

النقاش حول مشاركة الفنانين الجزائريين
رغم أن هؤلاء الفنانين يحظون بتقدير كبير بين محبي الموسيقى المغاربية، إلا أن مشاركتهم في هذه المناسبة الوطنية أثارت نقاشًا متجددًا حول حضور الأسماء الجزائرية في الساحة الفنية المغربية، خاصة في ظل الظرفية السياسية المتوترة بين البلدين.

انتقد العديد من النشطاء المغاربة ما وصفوه بـ"تهميش الفنان المغربي داخل بلاده"، مستنكرين توجيه الدعوات إلى فنّانين أجانب في مناسبات وطنية تحمل طابعًا رمزيًا، في وقت تحتاج فيه الطاقات المحلية إلى الدعم والتقدير. وطالب هؤلاء بإعادة النظر في اختيارات الجهات المنظمة للحفلات الفنية، داعين إلى إعطاء الأولوية للفنانين المغاربة على المنصات الوطنية.

دعوات المقاطعة
في سياق متصل، استذكر بعض المعلقين على مواقع التواصل الاجتماعي حملات سابقة أدت إلى إلغاء حفلات فنّانين جزائريين بعد تفاعل المنظمين مع نداءات المقاطعة. من بين هذه الحالات، إلغاء حفل المغني أمين بابيلون ضمن فعاليات مهرجان "تيميتار" بأكادير، بالإضافة إلى التراجع عن استضافة أسماء أخرى مثل الشاب بلال والمغنية وردة شارلومنتي.

موقف المنتجين المغاربة
في تصريح سابق، عبّر المنتج المغربي ومدير أعمال الفنانين مفيد السباعي عن موقفه من هذه القضية، مشيرًا إلى أن المغرب لطالما استقبل الفنانين الجزائريين بحفاوة ومنحهم مساحة للترويج لأعمالهم، بينما يغيب التعامل بالمثل من الجانب الجزائري. وأضاف السباعي: "يجب أن نرفع شعار المعاملة بالمثل، ونمنح الأولوية لأصواتنا المحلية، خاصة في المناسبات الوطنية".

أبعاد القضية
هذا الجدل يعكس التوتر السياسي بين المغرب والجزائر، والذي يتجاوز المجال الدبلوماسي ليطال الثقافة والفن. يرى البعض أن استضافة فنّانين جزائريين في مناسبات وطنية قد يُفسّر على أنه تجاهل للواقع السياسي، بينما يعتبر آخرون أنّ الفن يجب أن يبقى بعيدًا عن الصراعات السياسية، وأن يكون وسيلة للتقارب بين الشعوب.

وبين دعوات المقاطعة ودفاع البعض عن قيم الانفتاح الفني، يبقى النقاش حول مشاركة الفنانين الجزائريين في الساحة الفنية المغربية موضوعًا حساسًا يعكس العلاقة المعقدة بين البلدين. ومع استمرار الجدل، يظل السؤال مطروحًا: هل يمكن للفن أن يكون جسرًا للتواصل بين الشعوب رغم التوترات السياسية؟















تحميل مجلة لويكاند







Buy cheap website traffic