كانت الرحلة إلى المغرب قرارًا مفاجئًا، أشبه بصرخة صامتة تدفعني دفعًا نحو أرض لم أكن أعرف عنها سوى وشوشات الأساطير وصور في ذهني وتخيلات
وما إن وطأت قدماي هذه الأرض المباركة، حتى انتابني ذهولٌ لم أكن أتوقعه، صدمة إيجابية هزت كياني. لم يكن الجمال الطبيعي الخلاب، من جبال الأطلس الشاهقة إلى شواطئ المحيط الأطلسي الهادئة، هو وحده ما أسرني؛ بل كان الاحتفاء بالفن هو الاكتشاف الأعظم، الذي غير مجرى حياتي. كنت قد اعتزلت عالم السينما، مكتفية بالكتابة، ظنًا مني أن الشغف قد خبا، وأن مساري قد تحدد بلا رجعة. لكن المغرب، بجمهوره الذي يتنفس الفن في كل تفاصيله، من حكايات السمار في ساحة جامع الفنا إلى إيقاعات كناوة الصوفية، وبتقديره العميق لكل أشكال الإبداع، قلب موازيني رأسًا على عقب. رأيت احترامًا للفنان لم أعهده في أي مكان آخر، ودعمًا غير مشروط للشغف، وكأن هذا البلد أخذ بيدي، وأعادني بلطف إلى شغفي الأول، إلى حبي العميق للفن بكل تجلياته. هنا، عادت
الروح لتتراقص على إيقاع جديد، إيقاع السينما والكتابة معًا، في تناغم لم أكن أظن أنه ممكن، وكأن المغرب يهمس لي" لا تتخلَّ عن جزء منك، بل احتضن كل ما أنت عليه
إنها ليست مجرد بلد يمتلك فنًا وثقافة، بل هي حضارة متكاملة، تتجلى في كل تفصيله من تفاصيل الحياة. شعبها مرحابٌ ومضيافٌ وعشريٌّ إلى حد الدهشة، يفتح قلبه قبل بيته للغريب، يسهل التأقلم معه وكأنك لم تغادر وطنك قط. إنها بحق "أوروبا العرب"، تجمع بين عراقة الشرق الأصيلة وحداثة الغرب المتطورة، بين الأصالة والمعاصرة، في نسيج فريد يفتن الروح ويغذي العقل. وليس غريبًا، بل هو أمر طبيعي، أن تكون هذه الأرض هي منبع رواد التصوف وعلماء الدين الذين ما زلت أكتشفهم في كل زاوية، في كل مسجد عتيق يفوح منه عبق التاريخ، وفي كل حارة ضيقة تخبئ قصصًا لا تُحصى. كأن الروحانية والفن هنا وجهان لعملة واحدة، يتغذيان من نفس النبع الصافي، يتدفقان في شرايين هذا البلد ليمنحاه هذه الهالة من السحر والعمق
وما زلت أكتب، بتوازن بديع، بين صفحات كتابي الأول الذي ينمو ويكبر يومًا بعد يوم، وبين عوالم الفن التي انفتحت أمامي من جديد، أستلهم من كل زقاق، من كل وجه، من كل نغمة. أقدم شكرًا خاصًا، يخرج من أعماق قلبي، لهذا الشعب المغربي العظيم، ولهذا البلد ككل، على احترامه العميق للأدب والفن والثقافة، وعلى دعمه اللامحدود للفنانين. لان المغرب أكثر من مجرد وجهة سفر انه نقطة تحول جوهرية في حياتي، مرآة عكست لي ذاتي الحقيقية، ومصدر إلهام لا ينضب، أعاد تعريف مساري وبعث الروح في شغفي من جديد. هنا، وجدت نفسي، ووجدت صوتي، ووجدت المكان الذي تنتمي إليه روحي
بقلم / اريج عرفة
الروح لتتراقص على إيقاع جديد، إيقاع السينما والكتابة معًا، في تناغم لم أكن أظن أنه ممكن، وكأن المغرب يهمس لي" لا تتخلَّ عن جزء منك، بل احتضن كل ما أنت عليه
إنها ليست مجرد بلد يمتلك فنًا وثقافة، بل هي حضارة متكاملة، تتجلى في كل تفصيله من تفاصيل الحياة. شعبها مرحابٌ ومضيافٌ وعشريٌّ إلى حد الدهشة، يفتح قلبه قبل بيته للغريب، يسهل التأقلم معه وكأنك لم تغادر وطنك قط. إنها بحق "أوروبا العرب"، تجمع بين عراقة الشرق الأصيلة وحداثة الغرب المتطورة، بين الأصالة والمعاصرة، في نسيج فريد يفتن الروح ويغذي العقل. وليس غريبًا، بل هو أمر طبيعي، أن تكون هذه الأرض هي منبع رواد التصوف وعلماء الدين الذين ما زلت أكتشفهم في كل زاوية، في كل مسجد عتيق يفوح منه عبق التاريخ، وفي كل حارة ضيقة تخبئ قصصًا لا تُحصى. كأن الروحانية والفن هنا وجهان لعملة واحدة، يتغذيان من نفس النبع الصافي، يتدفقان في شرايين هذا البلد ليمنحاه هذه الهالة من السحر والعمق
وما زلت أكتب، بتوازن بديع، بين صفحات كتابي الأول الذي ينمو ويكبر يومًا بعد يوم، وبين عوالم الفن التي انفتحت أمامي من جديد، أستلهم من كل زقاق، من كل وجه، من كل نغمة. أقدم شكرًا خاصًا، يخرج من أعماق قلبي، لهذا الشعب المغربي العظيم، ولهذا البلد ككل، على احترامه العميق للأدب والفن والثقافة، وعلى دعمه اللامحدود للفنانين. لان المغرب أكثر من مجرد وجهة سفر انه نقطة تحول جوهرية في حياتي، مرآة عكست لي ذاتي الحقيقية، ومصدر إلهام لا ينضب، أعاد تعريف مساري وبعث الروح في شغفي من جديد. هنا، وجدت نفسي، ووجدت صوتي، ووجدت المكان الذي تنتمي إليه روحي
بقلم / اريج عرفة