شاحنات «رمزية» واحتياجات إنسانية «منهكة»
في محاولة لتجميل الصورة أمام الرأي العام الدولي، أعلنت إسرائيل للمرة الأولى منذ 80 يومًا نيتها السماح بدخول 9 شاحنات مساعدات إنسانية إلى القطاع. لكن مكتب الإعلام الحكومي في غزة وصف هذه الخطوة بـ"القطرة في بحر"، مشيرًا إلى أن القطاع يحتاج إلى 500 شاحنة يوميًا لتغطية الحد الأدنى من احتياجات السكان، أي 44 ألف شاحنة على مدى الأيام الـ80 الماضية، لم يصل منها سوى فتات.
اللافت أن دخول هذه الشاحنات لم يكن بدافع إنساني، بل جاء – بحسب الإعلام الإسرائيلي – ضمن صفقة غير معلنة للافراج عن الجندي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأميركية. ما يكشف بوضوح عن استخدام إسرائيل للمساعدات كأداة ابتزاز سياسي، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني الذي يُجرم تجويع المدنيين ومعاقبتهم جماعياً.
أزمة دماء في زمن الجوع
وفي مشهد يُلخّص حجم المعاناة الصحية، أعلنت مديرة وحدة المختبرات وبنوك الدم في وزارة الصحة، الدكتورة صوفيا زعرب، عن ظاهرة عزوف مقلقة للشباب عن التبرع بالدم، وهو ما يُعزى إلى تفشي المجاعة ونقص التغذية، لا سيما منذ تشديد الحصار في 2 مارس الماضي. حتى التبرع بالدم بات رفاهية لا يقوى عليها كثيرون، في قطاع يعيش كارثة صحية حقيقية.
صراع سياسي إسرائيلي على جثث الفلسطينيين
وفي الجانب السياسي، يستمر الصراع داخل الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، إذ نقلت صحيفة يسرائيل هيوم عن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش وصفه لزميله في الحكومة، وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، بـ"المجرم" و"الشعبوي"، متهمًا إياه باستغلال الحرب للهجوم على الحكومة من اليمين وجمع الأصوات استعدادًا للانتخابات.
هذا التراشق الداخلي بين رموز حكومة نتنياهو يكشف أن الدم الفلسطيني أصبح وقودًا لصراعات انتخابية داخلية، وأن غزة، بالنسبة لهم، ليست سوى مسرح للمزايدات السياسية، دون أدنى اعتبار للكارثة الإنسانية التي تتفاقم يوماً بعد آخر.
صرخة في وجه عالم أصم
ما يجري في غزة ليس مجرد حرب، بل مذبحة موثقة بالصوت والصورة، تُنفذ تحت أنظار العالم وبمباركة الصمت الدولي. 9 شاحنات مقابل 53 شهيدًا في يوم واحد، وأطلال مدارس تحولت إلى مقابر، ومشافي إلى مسالخ، وشباب منهكون لا يجدون حتى ما يعينهم على التبرع بالدم.
في وجه هذا الجحيم، يبقى السؤال: كم من الوقت يمكن أن يصمد شعب أعزل، بلا ماء ولا دواء، تحت قصف لا يرحم؟ وهل ستبقى المساعدات أداة مساومة، أم تتحول إلى واجب إنساني؟
في محاولة لتجميل الصورة أمام الرأي العام الدولي، أعلنت إسرائيل للمرة الأولى منذ 80 يومًا نيتها السماح بدخول 9 شاحنات مساعدات إنسانية إلى القطاع. لكن مكتب الإعلام الحكومي في غزة وصف هذه الخطوة بـ"القطرة في بحر"، مشيرًا إلى أن القطاع يحتاج إلى 500 شاحنة يوميًا لتغطية الحد الأدنى من احتياجات السكان، أي 44 ألف شاحنة على مدى الأيام الـ80 الماضية، لم يصل منها سوى فتات.
اللافت أن دخول هذه الشاحنات لم يكن بدافع إنساني، بل جاء – بحسب الإعلام الإسرائيلي – ضمن صفقة غير معلنة للافراج عن الجندي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأميركية. ما يكشف بوضوح عن استخدام إسرائيل للمساعدات كأداة ابتزاز سياسي، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني الذي يُجرم تجويع المدنيين ومعاقبتهم جماعياً.
أزمة دماء في زمن الجوع
وفي مشهد يُلخّص حجم المعاناة الصحية، أعلنت مديرة وحدة المختبرات وبنوك الدم في وزارة الصحة، الدكتورة صوفيا زعرب، عن ظاهرة عزوف مقلقة للشباب عن التبرع بالدم، وهو ما يُعزى إلى تفشي المجاعة ونقص التغذية، لا سيما منذ تشديد الحصار في 2 مارس الماضي. حتى التبرع بالدم بات رفاهية لا يقوى عليها كثيرون، في قطاع يعيش كارثة صحية حقيقية.
صراع سياسي إسرائيلي على جثث الفلسطينيين
وفي الجانب السياسي، يستمر الصراع داخل الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، إذ نقلت صحيفة يسرائيل هيوم عن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش وصفه لزميله في الحكومة، وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، بـ"المجرم" و"الشعبوي"، متهمًا إياه باستغلال الحرب للهجوم على الحكومة من اليمين وجمع الأصوات استعدادًا للانتخابات.
هذا التراشق الداخلي بين رموز حكومة نتنياهو يكشف أن الدم الفلسطيني أصبح وقودًا لصراعات انتخابية داخلية، وأن غزة، بالنسبة لهم، ليست سوى مسرح للمزايدات السياسية، دون أدنى اعتبار للكارثة الإنسانية التي تتفاقم يوماً بعد آخر.
صرخة في وجه عالم أصم
ما يجري في غزة ليس مجرد حرب، بل مذبحة موثقة بالصوت والصورة، تُنفذ تحت أنظار العالم وبمباركة الصمت الدولي. 9 شاحنات مقابل 53 شهيدًا في يوم واحد، وأطلال مدارس تحولت إلى مقابر، ومشافي إلى مسالخ، وشباب منهكون لا يجدون حتى ما يعينهم على التبرع بالدم.
في وجه هذا الجحيم، يبقى السؤال: كم من الوقت يمكن أن يصمد شعب أعزل، بلا ماء ولا دواء، تحت قصف لا يرحم؟ وهل ستبقى المساعدات أداة مساومة، أم تتحول إلى واجب إنساني؟