وجاء هذا التحسن بفضل مخطط وطني شامل أطلقته الوزارة منذ ظهور أولى الحالات، تمحور حول حملات توعوية وتواصلية لتعزيز ثقافة التلقيح، إلى جانب تعبئة مؤسسات الرعاية الصحية على الصعيدين الجهوي والمحلي، وهو ما أعطى دفعة قوية للوقاية والتدخل المبكر.
وفي سياق تعزيز الرقابة الصحية، أطلقت الوزارة حملة وطنية كبرى بتنسيق مع وزارات الداخلية والتربية الوطنية والأوقاف، استهدفت التحقق من الوضع التلقيحي للأطفال دون سن 18 سنة. وأوضح الوزير أن هذه الحملة شملت أزيد من 10.7 ملايين طفل، حيث تم رصد أكثر من 754 ألف طفل غير ملقحين أو لم يستكملوا جرعاتهم.
ومع انخراط الفرق الصحية ميدانيًا، نجحت الحملة في استدراك تلقيح ما يزيد عن نصف مليون طفل، أي نحو 78% من الحالات المستهدفة، ما ساهم في تعزيز المناعة الجماعية وخفض مؤشرات العدوى.
وأشار الوزير إلى أن أكثر من 700 ألف جرعة من لقاح الحصبة تم توزيعها في إطار هذه العملية، بما في ذلك الجرعات الوقائية والتكميلية، وهو ما ساعد على بلوغ نسبة تغطية وطنية قاربت 95%، وهي النسبة المرجعية التي توصي بها منظمة الصحة العالمية لضمان فعالية الوقاية الجماعية.
ويرى المتتبعون أن هذا التراجع يعكس فعالية الاستراتيجية الوقائية المعتمدة من قبل وزارة الصحة، ويؤكد على أهمية الاستثمار في حملات التحسيس والتلقيح الشامل كركيزة أساسية لمجابهة الأوبئة مستقبلاً