آدم، الذي يتابع دراسته بالإعدادي في مؤسسة "شارل دو فوكو"، لم ينتظر كثيرًا قبل أن ينغمس في عالم البرمجة والذكاء الاصطناعي. شغفه بالحاسوب منذ سنواته الأولى، دفع والده إلى احتضانه مبكرًا، مسجّلا إياه بمركز التكوين الرقمي CMRIA، حيث تعلّم أساسيات البرمجة ولغات متعددة مثل Python وHTML، إضافة إلى مفاتيح الذكاء الاصطناعي. هذا التكوين أهّله للتميز في مسابقة عالمية تُنظَّم على مرحلتين: الأولى عن بُعد، حيث نال الميدالية البرونزية، والثانية حضورياً في برشلونة حيث تبوأ المركز الثاني عن جدارة.
آدم يطمح إلى تسخير مهاراته الرقمية من أجل ابتكار حلول بيئية وتقنية في المستقبل، خاصة في مجالات حيوية مثل الزراعة وتدبير الموارد المائية، ما يعكس وعيًا مبكرًا بارتباط التكنولوجيا بقضايا التنمية المستدامة.
والده، ربيع رياضي، لم يُخفِ فخره بما حققه ابنه، لكنه عبّر أيضًا عن استغرابه من غياب أي دعم أو مواكبة رسمية لهذه المشاركة، خاصة أن آدم كان الممثل الوحيد للمغرب، في وقت رافقت وفود رسمية ومؤسساتية أغلب المشاركين من الدول الأخرى. وأشار إلى أن ما تحقق كان بفضل مجهود عائلي خالص، مؤكدا أن المغرب يزخر بعشرات الأطفال الموهوبين الذين ينتظرون فقط أن تلتفت إليهم السياسات العمومية.
هذا الإنجاز الفردي يعيد طرح السؤال المُلح حول السياسات المغربية في ما يتعلق برعاية المواهب الرقمية والذكاء الاصطناعي. فبينما تراهن دول كثيرة على هذه الطاقات الشابة كرافعة للتنمية، لا تزال المنظومة الوطنية تفتقر إلى برامج ممنهجة لاكتشاف الكفاءات الناشئة، وتأطيرها، وتوفير الدعم اللوجستي والنفسي لها للمنافسة دوليا.
ويبدو أن نداء الأب ليس فقط صرخة شخصية، بل تعبير عن حاجة وطنية ملحة لإعادة بناء العلاقة بين المدرسة المغربية، ومراكز التكوين الرقمي، والدولة، في إطار استراتيجية شاملة تؤمن بأن التكنولوجيا ليست ترفًا، بل أداة سيادية لمواجهة تحديات كبرى، مثل الأمن المائي والطاقي والبيئي.
آدم، الطفل الذي لم يتجاوز بعد عتبة المراهقة، قدّم للمغرب درسًا في الإرادة والتفوق، وأكد أن الاستثمار في العقول الصغيرة قد يكون أعظم استثمار في مستقبل الوطن