وتأتي هذه الدورة في سياق دينامي متصاعد تشهده الداخلة كمركز فني وثقافي متجدد، إذ تواصل المدينة تعزيز موقعها كوجهة سينمائية بإشعاع قاري ودولي. وقد كشفت إدارة المهرجان، في إطار التحضيرات الجارية، عن تشكيل لجان تحكيم تعكس التعدد الثقافي والرصيد المهني الوازن لأعضائها، بما يضمن تقييما نزيهًا للأعمال المتنافسة.
ومن بين أبرز الوجوه المشاركة في لجان التحكيم، تبرز الفنانة المغربية سحر الصديقي، التي اختيرت ضمن لجنة تحكيم الأفلام القصيرة، إلى جانب الممثلة الفرنسية لورين كوفي والناقد المصري أحمد شوقي. ويعكس هذا التكوين الفني المتعدد الأبعاد رغبة المهرجان في خلق توازن بين الخبرة والتنوع الثقافي في مقاربة الأعمال السينمائية.
أما لجنة تحكيم الأفلام الطويلة، فقد ضمت أسماء سينمائية مرموقة، على رأسها الفنانة المغربية نادية كوندا، المعروفة بأدوارها الجريئة وحضورها الوازن في الساحة السينمائية، إلى جانب المخرجة السعودية ريم البيات، والمخرج الفرنسي جايل موريل، والفلسطيني رشيد مشهراوي، والبوركيني داني كوياتي. ويؤشر هذا الحضور المتنوع إلى انفتاح المهرجان على التجارب السينمائية العالمية والإفريقية، مما يثري الفضاء النقدي والفني للحدث.
وتعد برمجة هذه الدورة من بين الأغنى، إذ من المرتقب عرض أعمال تتناول قضايا مجتمعية وإنسانية من مختلف الزوايا والمدارس السينمائية، مع تركيز على الإنتاجات العربية والإفريقية، فضلاً عن مساهمات دولية تمنح المهرجان بعدًا كونيًا. كما ستحتضن الداخلة خلال هذه المناسبة أنشطة موازية من ندوات وورشات ولقاءات فكرية تسهم في تعميق النقاش السينمائي وتبادل الخبرات بين المبدعين.
من خلال هذه التظاهرة، تؤكد الداخلة مرة أخرى قدرتها على الجمع بين الأصالة والانفتاح، وعلى لعب دور ريادي في الترويج للثقافة السينمائية وتعزيز مكانة المغرب، ليس فقط كبلد منتج للأفلام، بل أيضًا كحاضن للحوارات الفنية العابرة للحدود. ويعكس هذا التوجه إرادة وطنية واضحة في جعل السينما رافعة للتنمية الثقافية والديبلوماسية الناعمة