الرئيسية
وجاءت تصريحات الوزير رداً على مداخلات بعض النواب، ومن بينهم ريمة بوجة عن حزب العدالة والتنمية، التي أشارت إلى مقارنة بين صفقات الوزارة وصفقات مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين، معتبرة أن الأخيرة تقتني نفس التجهيزات بتكلفة أقل بنسبة تقارب 30 في المائة، وهو ما اعتبرته مؤشراً على وجود هدر محتمل في المال العام. وفي ردّه على هذه الاتهامات، شدد برادة على أن مثل هذه المقارنات “تغفل جهود الأطر التربوية والإدارية” وتسيء لأكثر من 350 ألف موظف يعملون في مجال التعليم، من أساتذة وإداريين ومفتشين، مؤكداً أن أي تشكيك في نزاهة التعيينات أو الإجراءات التربوية له انعكاسات سلبية على سمعة المنظومة برمتها.
على صعيد آخر، كشف الوزير عن خطوات عملية لتعزيز محاربة الهدر المدرسي، من بينها توقيع اتفاقية مشتركة مع وزارة الداخلية لتبادل المعطيات حول خصاص النقل المدرسي، وإحداث لجان مشتركة تعقد كل ثلاثة أشهر لتتبع التلاميذ المنقطعين عن الدراسة والعمل على إعادة إدماجهم في المؤسسات التعليمية. وبيّن برادة أن هذه الاتفاقية تستهدف تحسين استهداف المستفيدين من النقل المدرسي، بحيث سيتم توجيه التلاميذ الذين يقضون أكثر من ساعة في التنقل اليومي للاستفادة من الداخليات، ما يضمن استمرارية التمدرس في ظروف مناسبة، موضحاً أن حوالي 684 ألف تلميذ يستفيدون حالياً من النقل المدرسي، مع الإقرار بضرورة تطوير هذه الخدمة لتعزيز نجاعتها.
وفي ما يخص التعليم في العالم القروي، أبرز الوزير أن أكثر من 55 في المائة من المؤسسات التعليمية بالمملكة تقع في الوسط القروي، بما يمثل حوالي 6800 مؤسسة تعليمية تتوزع بين التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي التأهيلي. وأكد أن الوزارة أنشأت 1461 حجرة دراسية جديدة للحد من الاكتظاظ، ورصدت 500 مليون درهم لإصلاح المرافق الصحية ومعالجة مشاكل الصرف الصحي، إضافة إلى ربط 600 مؤسسة و3400 فرعية بالماء الصالح للشرب أو تزويدها بخزانات مائية عند الاقتضاء، في إطار استراتيجية شاملة لتحسين البنية التحتية التعليمية.
وختم الوزير مداخلته بالتأكيد على أن تطوير التعليم، لا سيما في المناطق القروية، يمثل رهاناً استراتيجياً للوزارة، ويستدعي مقاربة متكاملة تجمع بين الحكامة المالية، وتحسين البنيات التحتية، ومحاربة الهدر المدرسي، لضمان تمدرس جميع التلاميذ في ظروف لائقة وعادلة، وهو ما يعكس التزام الوزارة بتوفير تعليم ذو جودة ومساواة لجميع الأطفال في المملكة
