وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ارتفع عدد الوفيات الناتجة عن الجوع وسوء التغذية إلى 135 ضحية، بينهم 88 طفلًا، بعد أن لفظ الرضيع محمد إبراهيم عدس، البالغ من العمر خمسة أيام فقط، أنفاسه في مستشفى الشفاء بسبب غياب حليب الأطفال. هذا الرقم المرعب لم يكن سوى انعكاس مباشر لاستمرار الإغلاق الكامل للمعابر ومنع دخول المساعدات الغذائية والطبية، ما جعل من أبسط الاحتياجات رفاهية مفقودة في القطاع المحاصر.
أمجد الشوا، رئيس شبكة المنظمات الأهلية في غزة، أكد في تصريحات لوسائل الإعلام أن المجاعة تفاقمت بشكل غير مسبوق وسط بيئة صحية متهالكة، مشيرًا إلى أن الادعاءات الإسرائيلية بإدخال مساعدات إنسانية ليست سوى جزء من "تضليل إعلامي ممنهج". وأضاف الشوا أن الحل الوحيد لإنقاذ أرواح السكان يكمن في رفع الحصار فورًا وفتح المعابر بشكل دائم ودون شروط.
وبحسب المعطيات الحكومية، لم يتجاوز عدد الشاحنات التي دخلت القطاع يوم الأحد 73 شاحنة، في حين جرت معظم عمليات الإنزال الجوي في مناطق ساخنة تخضع للاشتباك، وهو ما جعل المساعدات عرضة للنهب والتخريب، بل وتحوّلت إلى مادة دعائية للاحتلال، كما وصفتها جهات فلسطينية. ووصفت الحكومة المحلية ما يحدث بأنه "مسرحية هزلية" يُشارك فيها المجتمع الدولي عبر وعود واهية لا تترجم على الأرض.
وفي تقرير صادم، أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن سوء التغذية في غزة اتخذ منحى بالغ الخطورة، لا سيما مع تسجيل ارتفاع حاد في الوفيات خلال يوليو الجاري. وأفادت بأن ما يقرب من 20% من الأطفال دون سن الخامسة في مدينة غزة يعانون من سوء تغذية حاد يهدد حياتهم، في وقت تقترب فيه البنية الصحية من الانهيار الكامل.
من جانبه، طالب توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، بضرورة التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، مؤكدًا أن القطاع بحاجة إلى "كميات ضخمة من المساعدات الإنسانية العاجلة" لاحتواء كارثة غذائية وصحية بدأت تتكشف ملامحها بوضوح.
أما منظمة "أوكسفام" والمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، فقد وجّها دعوة مشتركة إلى فتح كافة المعابر الإنسانية فورًا، مؤكدين أن الإنزالات الجوية لا تعوّض مطلقًا شهورًا طويلة من التجويع المتعمّد والمنع الممنهج للمساعدات.
يُشار إلى أن العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 7 أكتوبر 2023، خلف أكثر من 204 آلاف شهيد وجريح، إلى جانب مئات آلاف النازحين الذين فُرضت عليهم ظروف حياة لا إنسانية، فيما تواصل سلطات الاحتلال إغلاق جميع المعابر منذ الثاني من مارس، في خطوة وُصفت بأنها تصعيد ممنهج لسياسة الإبادة عبر التجويع