ورغم ما تتيحه الوسائط الحديثة من فرص تواصل وتعلم، فإنها في المقابل أصبحت فضاء مفتوحا لممارسات سامة، تنال بشكل خاص من الفئات الهشة كالأطفال والمراهقين. من التنمر الإلكتروني إلى التحرش، ومن التعليقات المؤذية إلى المقارنات المُحبِطة، تتعدد مظاهر هذا العنف وتتشعب تأثيراته لتطال الصحة النفسية والعاطفية وحتى الجسدية.
الباحث في علم النفس والنورو-تربية سامي دقاقي يرى أن الانغماس العميق في المحتوى الرقمي يعطّل عملية التربية الأسرية التقليدية، ويضعف التفاعل الإنساني المباشر الضروري لنمو الطفل. ويضيف أن الشاشات لا تُعلم الطفل بقدر ما تشتته وتُضعف مهاراته الإدراكية. وأشار دقاقي إلى أن المحتوى العنيف، سواء من خلال الألعاب أو الفيديوهات، يساهم في خلق أطفال أكثر غضبًا واندفاعًا، يعانون من اضطرابات النوم، ونقص التركيز، وتقلب المزاج. وهذا لا ينعكس فقط على سلوكهم داخل الفضاء الرقمي، بل يتسلل إلى الواقع عبر تصرفات عدوانية وتعليقات لاذعة تفتقر للتوازن العاطفي.
ورغم أن تطبيقات التواصل الاجتماعي مثل إنستغرام وفيسبوك وفرت مجالات جديدة للتعبير، فإنها بالمقابل ساهمت في تقويض الروابط داخل الأسرة. الأطفال والمراهقون أصبحوا أكثر ميلاً للعزلة والانطواء، يهربون من الواقع نحو شاشات تُغذي فراغهم العاطفي ولا تُعوضه.
يشدد دقاقي على أن مواجهة العنف الرقمي تبدأ من البيت، من خلال استعادة دور القدوة، وخلق توازن واضح في علاقة الأبناء بالشاشات. لا يكفي الحظر أو التوبيخ، بل يجب أن يكون هناك حوار فعّال، مبني على احترام الطفل ومساعدته على بناء وعي نقدي تجاه ما يستهلكه رقميا. كما دعا إلى إرساء قواعد واضحة لاستخدام الوسائط، وتحديد أوقات مخصصة للتصفح، إلى جانب تعزيز الأنشطة التفاعلية داخل الأسرة التي تنمّي القيم، وتحفز المشاعر الصحية، وتحد من النزوع إلى العدوانية أو الانغلاق.
في النهاية، يبدو أن حماية الأطفال من العنف الرقمي لن تكون ممكنة دون تدخل حازم وحنون من الأسرة والمدرسة والمجتمع، لإعادة التوازن إلى عالم بات يفتقد للدفء الإنساني في خضم ضجيج النقرات والشاشات اللامعة.
بقلم هند الدبالي
الباحث في علم النفس والنورو-تربية سامي دقاقي يرى أن الانغماس العميق في المحتوى الرقمي يعطّل عملية التربية الأسرية التقليدية، ويضعف التفاعل الإنساني المباشر الضروري لنمو الطفل. ويضيف أن الشاشات لا تُعلم الطفل بقدر ما تشتته وتُضعف مهاراته الإدراكية. وأشار دقاقي إلى أن المحتوى العنيف، سواء من خلال الألعاب أو الفيديوهات، يساهم في خلق أطفال أكثر غضبًا واندفاعًا، يعانون من اضطرابات النوم، ونقص التركيز، وتقلب المزاج. وهذا لا ينعكس فقط على سلوكهم داخل الفضاء الرقمي، بل يتسلل إلى الواقع عبر تصرفات عدوانية وتعليقات لاذعة تفتقر للتوازن العاطفي.
ورغم أن تطبيقات التواصل الاجتماعي مثل إنستغرام وفيسبوك وفرت مجالات جديدة للتعبير، فإنها بالمقابل ساهمت في تقويض الروابط داخل الأسرة. الأطفال والمراهقون أصبحوا أكثر ميلاً للعزلة والانطواء، يهربون من الواقع نحو شاشات تُغذي فراغهم العاطفي ولا تُعوضه.
يشدد دقاقي على أن مواجهة العنف الرقمي تبدأ من البيت، من خلال استعادة دور القدوة، وخلق توازن واضح في علاقة الأبناء بالشاشات. لا يكفي الحظر أو التوبيخ، بل يجب أن يكون هناك حوار فعّال، مبني على احترام الطفل ومساعدته على بناء وعي نقدي تجاه ما يستهلكه رقميا. كما دعا إلى إرساء قواعد واضحة لاستخدام الوسائط، وتحديد أوقات مخصصة للتصفح، إلى جانب تعزيز الأنشطة التفاعلية داخل الأسرة التي تنمّي القيم، وتحفز المشاعر الصحية، وتحد من النزوع إلى العدوانية أو الانغلاق.
في النهاية، يبدو أن حماية الأطفال من العنف الرقمي لن تكون ممكنة دون تدخل حازم وحنون من الأسرة والمدرسة والمجتمع، لإعادة التوازن إلى عالم بات يفتقد للدفء الإنساني في خضم ضجيج النقرات والشاشات اللامعة.
بقلم هند الدبالي