ويهدف هذا الحل الرقمي إلى دعم التجار الصغار والحرفيين، عبر تمكينهم من اعتماد وسيلة دفع بسيطة وآمنة، لا تتطلب سوى هاتف ذكي مزود بخاصية الاتصال القريب المدى (NFC). وبفضل ذلك، يصبح بإمكان فئة واسعة من المهنيين ولوج الاقتصاد الرقمي والاستفادة من فرصه، دون الاضطرار لتحمل تكاليف إضافية لاقتناء أجهزة الأداء التقليدية.
في سياق التوجهات الوطنية، يأتي هذا الابتكار في انسجام تام مع الاستراتيجية الوطنية للرقمنة والإدماج المالي، التي تراهن على تعميم الوسائل الحديثة للأداء وتوسيع رقعة استخدامها بين الفاعلين الاقتصاديين، لا سيما في المناطق التي ما زالت تعاني من ضعف البنية التكنولوجية أو غياب الخدمات المالية التقليدية.
وأكد الأمين النجار، رئيس مجلس الإدارة الجماعية للبريد بنك، أن إطلاق "بريد بايمنت موبيل" يجسد التزام المؤسستين بدعم التنمية الاقتصادية المحلية وتسهيل الولوج إلى الحلول البنكية الرقمية، بما يتماشى مع رؤية شمولية تضع المواطن في صلب التحول الرقمي. وأضاف أن هذا الابتكار سيساعد على إزالة الحواجز التقنية والمالية أمام المهنيين في القرى والمناطق النائية، ويدفع نحو مزيد من الشمول المالي.
وما يميز هذا الحل التقني أنه يعتمد على تطبيق بسيط وسهل التثبيت، متوفر للهواتف الذكية التي تدعم تقنية NFC، ما يضمن تسريع عملية التعميم والتبني، كما يعتمد أعلى معايير الأمان المعتمدة عالمياً في مجال الأداء غير التلامسي، مما يعزز ثقة المستخدمين ويحد من المخاطر المرتبطة بالمعاملات الإلكترونية.
وتسعى كل من "بريد بنك" و"بريد كاش" من خلال هذه المبادرة إلى لعب دور محوري في بناء اقتصاد أكثر مرونة وشمولية، يراعي خصوصيات مختلف الفئات الاجتماعية والمهنية، ويدفع نحو ترسيخ ثقافة الأداء الرقمي كمكون أساسي في الحياة اليومية والأنشطة التجارية.
ومع استمرار التحول الرقمي في القطاع البنكي، من المرتقب أن تسهم مثل هذه الابتكارات في تقليص الفجوة بين الاقتصاد الرسمي وغير الرسمي، وتوفر أرضية ملائمة لتحفيز المعاملات المهيكلة، ما سينعكس إيجابًا على المالية العمومية وتحسين مناخ الأعمال