صحتنا

أزمة الدواء بالمغرب.. 157 دواء يلتهم نصف التعويضات واختفاء 600 يهدد الحق في العلاج


يتكشف يوماً بعد يوم حجم التحديات التي يواجهها قطاع الصيدلة بالمغرب، حيث حذر خبراء ومهنيون من اختلالات عميقة باتت تهدد حق المواطن في الوصول إلى العلاج، بعد أن كشفت معطيات صادمة عن أن 157 دواء فقط تستنزف أكثر من نصف تعويضات التأمين الصحي، بينما يختفي تدريجياً أكثر من 600 دواء من السوق الوطنية، في ظل غياب رؤية إصلاحية شاملة.



جاء ذلك خلال أشغال الدورة الثامنة للمؤتمر الدولي لجمعية "إم فارما" المنعقدة بالرباط، تحت شعار "الصيدلاني والعمل الإنساني"، حيث شدد المتدخلون على أن استمرار الوضع الحالي يفاقم العبء المالي على صناديق التأمين، ويقوض استقرار مهنة الصيدلة، بل ويعرض صحة المواطنين لمخاطر مباشرة.

وطالب المشاركون بمراجعة جذرية لسياسة تسعير الأدوية، مؤكدين أن التخفيضات السابقة طالت أدوية متوسطة السعر فقط، ما دفع مختبرات عدة إلى التوقف عن تصنيعها، وأدى إلى ندرة خطيرة في السوق. كما انتقدوا مشروع المرسوم الحكومي المتعلق بالأسعار، معتبرين أنه يفتقر إلى العدالة ولا يراعي خصوصيات الممارسة اليومية للصيدلي.

إلى جانب الجانب الاقتصادي، سلط المؤتمر الضوء على البعد الإنساني لمهنة الصيدلة، مستعرضاً مبادرات إنسانية بارزة، من بينها تدخل الصيادلة في دعم المتضررين من زلزال الحوز، وتقديم مساعدات عاجلة للمتضررين في فلسطين وقطاع غزة، فضلاً عن مبادرات اجتماعية داخلية مثل حفر الآبار وتوفير الرعاية الصحية في المناطق الهشة.

وأكد المشاركون أن الصيدلي ليس مجرد موزع للدواء، بل فاعل مجتمعي وإنساني، يساهم في التوعية الصحية، ويقف في الصفوف الأمامية عند الأزمات. غير أن هذا الدور المزدوج يواجه عقبات قانونية وتنظيمية، ما يفرض إصلاحات عاجلة تشمل تحديث النصوص القديمة الموروثة عن الحقبة الاستعمارية، وتشديد الرقابة على بيع الأدوية خارج المسالك القانونية، وضمان تمثيلية ديمقراطية لهيئة الصيادلة عبر تسريع الانتخابات الجهوية.

واعتبرت المداخلات أن نجاح أي سياسة صحية وطنية يمر حتماً عبر إعادة الاعتبار للصيدلي، سواء من خلال إشراكه في وضع الاستراتيجيات الصحية، أو عبر ضمان استدامة مالية للصيدليات تُمكّنها من أداء دورها الحيوي، حفاظاً على التوازن بين حق المواطن في العلاج واستمرارية المرفق الصيدلاني.

وبين المطالب النقابية والرهانات الإنسانية، يبقى السؤال مطروحاً: هل تتحرك الحكومة لتصحيح مسار قطاع حيوي بحجم الصيدلة، أم يظل المواطن الحلقة الأضعف في معادلة الدواء؟

بقلم هند الدبالي 

أزمة الدواء، الصيادلة، التأمين الصحي، اختفاء الأدوية، تسعير الدواء، إصلاح الصيدلة، الحق في العلاج، زلزال الحوز، غزة، المغرب.





الثلاثاء 30 سبتمبر 2025

              

آخر الأخبار | حياتنا | صحتنا | فن وفكر | لوديجي ستوديو | كتاب الرأي | أسرتنا | تكنو لايف | بلاغ صحفي | لوديجي ميديا [L'ODJ Média] | المجلة الأسبوعية لويكاند | اقتصاديات | كلاكسون


Bannière Réseaux Sociaux

Bannière Lodj DJ























Buy cheap website traffic