في المقابل، يبرز “واتساب” كأداة لا غنى عنها للتواصل المباشر، حيث يعتمد عليه 88% من المغاربة، خصوصاً في تبادل الرسائل الفورية، مما يدل على تحوله إلى البنية التحتية الأساسية للحوار الاجتماعي والمهني على حد سواء. هذا الاستخدام المكثف يعكس حاجة متزايدة للتواصل الفوري والموثوق في عصر تزداد فيه سرعة الحياة وتضاعفت متطلبات التواصل.
أما منصة “إنستغرام”، فتجسد طابع الشباب والحداثة، بنسبة استخدام بلغت 70%، حيث أصبح الملاذ الأول لفئة الشباب بين 16 و34 سنة، الباحثين عن محتوى يعكس هوياتهم وتوجهاتهم في عالم الموضة، الفن والترفيه. يمكن اعتبار “إنستغرام” منصة لتشكيل الرأي والتأثير الثقافي في فئة ديموغرافية حيوية، مما يفتح آفاقاً جديدة لفهم كيف تؤثر وسائل التواصل في تشكيل الهوية الرقمية.
وعلى صعيد الفيديو، يحتفظ “يوتيوب” بموقعه كمصدر رئيسي للمعلومات والترفيه بنسبة استخدام 67%، مما يبرز استمرار اعتماد المستخدمين على المحتوى المرئي كوسيلة للتعلم والتسلية. ويعكس هذا المعدل توظيف المغاربة للمنصات الرقمية كمساحات متعددة الوظائف، تجمع بين التعليم والترفيه في آن واحد.
في المشهد نفسه، يبرز “تيك توك” كنموذج للتغيير السريع في استهلاك المحتوى، مع نسبة استخدام 60% وزيادة في الوقت الذي يقضيه الشباب في مشاهدة الفيديوهات القصيرة. هذه الظاهرة تدل على تحول نحو محتوى أكثر سرعة وإثارة، يلبي نمط حياة المستخدمين الشباب الذين يبحثون عن الترفيه السريع والمتجدد.
أما “سناب شات”، فيتسم بخصوصية متزايدة لدى الفئة العمرية 13-24 سنة في المدن الكبرى، حيث يمثل منصة توثيق اللحظات اليومية والتواصل الخاص، بنسبة استخدام 40%. هذا يعكس تفضيل هذه الفئة لخصوصية أكبر وتواصل محدود ضمن دوائر قريبة.
من جهة أخرى، يظل “تويتر” منصة نخبوية إلى حد ما، إذ يستخدمه 15% من المغاربة، مع تركيز واضح على النقاشات السياسية والرياضية، مما يعكس محدودية انتشاره مقارنة بالمنصات الأخرى. ويشبه “لينكدإن” في محدودية استخدامه (12%) من قبل المهنيين والقطاعات المتخصصة، وهو ما يعكس طبيعة هذا الموقع كمكان للتواصل المهني وليس للاستهلاك العام للمحتوى.
وتكشف الأرقام أيضاً عن ارتباط عميق بين المغاربة ومنصات التواصل، حيث يزور 94% منهم هذه المواقع يومياً، و72% منهم يتصفحونها أكثر من ثلاث مرات في اليوم، بمتوسط استخدام يومي يبلغ ثلاث ساعات وعشرين دقيقة، مع ذروة نشاط بين الثامنة والحادية عشرة مساءً، ما يشير إلى تحول منصات التواصل الاجتماعي إلى جزء لا يتجزأ من الإيقاع اليومي واللحظات المسائية للترفيه والتفاعل