شهد الحفل حضور عدد من السفراء من بلدان إفريقية شقيقة وصديقة، وكان منصة للحوار وتأكيد القيم الراسخة في التضامن والأخوة بين دول القارة وشركائها الدوليين.
وفي تصريح لها ، أكدت سفيرة المغرب بفرنسا، سميرة سيطايل، أن إفريقيا ليست مجرد مناسبة سنوية للاحتفال، بل هي حضور دائم يعكس إمكانياتها المتنوعة ودورها الفعّال في الاقتصاد العالمي. وأضافت أن القارة تتجاوز كونها مجرد أمل للمستقبل، إذ تصنع حاضرها رغم التحديات والنواقص التي تواجهها، مشددة على أن إفريقيا اليوم تعيد ابتكار نفسها وتبحث عن حلول لمشاكلها.
وأوضحت سيطايل أن إفريقيا لا تطلب المساعدة، بل تقدم شراكات حقيقية، معربة عن فخر المغرب بالمساهمة في هذا الحدث الذي يقام في باريس.
من جانبه، وصف السفير المندوب الدائم للمملكة لدى اليونسكو، سمير الدهر، الحدث بأنه فرصة لتكريم التراث المشترك والاعتراف بالإنجازات الأفريقية، مؤكدًا التزام الجميع نحو بناء إفريقيا أقوى وأكثر وحدة ومستقبلًا. وأضاف أن شعار هذه السنة “العدالة للأفارقة ولذوي الأصول الإفريقية من خلال جبر الضرر” يدعو للتأمل واستحضار الذاكرة، مع الحث على التحرك لبناء قارة تستعيد كرامتها وتتحكم في مصيرها.
وأشار الدهر إلى الشراكة الاستراتيجية التي تجمع مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط بمنظمة اليونسكو، بمساهمة 6 ملايين دولار لدعم القارة، موضحًا أن هذا الالتزام سيساعد في تحقيق أهداف أولويات برامج اليونسكو لأفريقيا.
وأكد أن إفريقيا اليوم قارة طموحة ودينامية ومعترف بها كفاعل رئيسي في الساحة الدولية، مع جيل شاب متصل ومتفاعل يطالب بتحديث السياسات العمومية، مع التركيز على التعليم والعدالة الاجتماعية والاستدامة.
وبالنسبة للحضور الدبلوماسي في الحفل، قال الدهر إن كثافة حضور السفراء الأفارقة تؤكد الأهمية الاستراتيجية للقارة بالنسبة للعديد من الدول، مشددًا على أن رسالة المغرب هي أن إفريقيا يجب أن تعتمد على نفسها وتعمل بروح الوحدة والتضامن.
وأشاد السفير بعمل الملك محمد السادس في دعم إفريقيا، واعتبر أن مبادرات المغرب تحظى بإشادة من جميع السفراء الأفارقة نظراً لصدقها وفعاليتها.
من جهته، أكد سفير جيبوتي بفرنسا وعميد السفراء الأفارقة، عييد موسيد يحيى، أن هذا الاحتفال يعكس عمق الروابط التي تجمع المغرب بالقارة الإفريقية، وأن مشاركة جميع السفراء، بمن فيهم المعتمدون لدى اليونسكو، تعبر عن إرادة واضحة لتحقيق وحدة الصف الأفريقي.
وأشار إلى أن مجموعة السفراء الأفارقة بباريس تمثل صورة حية لقارة شابة ودينامية، مشيدًا بدور الجالية الإفريقية في فرنسا في دعم إشعاع القارة من خلال إنجازاتها في المجالات الرياضية والثقافية والاقتصادية.
واختتم الاحتفال بعروض فنية متنوعة تعكس ثراء التراث الإفريقي، حيث تخللت الأمسية رقصات تقليدية من غرب إفريقيا وفقرات موسيقية من كناوة والدقة المراكشية، في تجسيد حي لتنوع وغنى الثقافة الإفريقية