لم يكن هذا المقطع ليمر مرور الكرام، خصوصًا في ظل حساسية الصورة الرئاسية لدى الفرنسيين، حيث سارعت وسائل الإعلام إلى تداوله على نطاق واسع، فيما انقسمت تعليقات المستخدمين بين من رأى في الأمر لحظة غضب شخصية خرجت عن السياق، ومن شكك في صحته، مرجّحًا فرضية التلاعب بالمحتوى عبر الذكاء الاصطناعي.
لكن سرعان ما اتضح، أن المقطع لم يخضع لأي تعديل تقني، ما أعطى للواقعة بعدًا حقيقيًا يستدعي التفسير، وفي محاولة لاحتواء الجدل، أصدر قصر الإليزيه توضيحًا مقتضبًا وصف فيه الحادثة بأنها "لحظة ودية" و"شجار بسيط لا يحمل أي دلالة سلبية"، في إشارة إلى أن ما جرى كان داخل حدود العلاقة الزوجية الخاصة.
مع ذلك، تظل هذه الرواية محل تشكيك لدى كثير من المتابعين، بالنظر إلى دقة التوقيت السياسي والمكان، حيث كانت الواقعة في لحظة بروتوكولية حساسة، تزامنًا مع بدء جولة رئاسية لماكرون في آسيا تشمل فيتنام وإندونيسيا وسنغافورة، وهي جولة تهدف بالأساس إلى تعزيز النفوذ الفرنسي في منطقة تشهد تنافسًا متزايدًا بين القوى الكبرى.
من جهة أخرى يفتح هذا الحادث الباب أمام تساؤلات حول طبيعة العلاقة بين ماكرون وبريجيت، التي كانت دائمًا محط اهتمام الإعلام بسبب فارق السن والخصوصية التي تحيط بها. فهل كانت الصفعة تعبيرًا عن توتر لحظي أم رسالة ضمنية تعكس ضغوطاً أكبر؟ وما هي التداعيات الممكنة على صورة الرئيس في الداخل والخارج؟
في النهاية، يظل السؤال مفتوحًا حول مدى تأثير هذه الحادثة على الجولة الآسيوية للرئيس الفرنسي، وعلى صورته العامة في فرنسا، حيث يواجه تحديات داخلية مرتبطة بالاقتصاد والاحتجاجات الاجتماعية. في زمن لم تعد فيه الصور تخضع للرقابة الصارمة، باتت اللقطات العابرة تصنع الرأي العام وتعيد تشكيل ملامح القيادة السياسية