ويُعد هذا التتويج تتويجًا هامًا لمسار حافل من الإجراءات المنظمة والمخططة التي تهدف إلى ضمان احترام المعايير البيئية الصارمة التي يعتمدها البرنامج الدولي "اللواء الأزرق". وهو البرنامج الذي تشرف عليه مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة بشراكة وثيقة مع مؤسسة التعليم البيئي (FEE)، ويسعى لتعزيز ثقافة الحفاظ على الموارد الطبيعية، والارتقاء بجودة البيئة البحرية والبرية.
وتشمل عملية التأهيل التي أنجزت على ضوء هذا البرنامج، عدة تدخلات مهمة، منها تجهيز فضاءات البحيرة وتوفير مرافق استقبال مريحة للزوار، بالإضافة إلى تحسين نظام تنظيم الدخول إلى الموقع لتسهيل الولوج مع الحفاظ على النظام البيئي. كما تم وضع مخطط بيئي دقيق لإدارة النفايات بهدف الحد من التلوث وحماية الطبيعة، إلى جانب تخصيص مناطق خاصة للتخييم، مع مراقبة دقيقة للأنشطة السياحية حتى لا تؤثر على الخصوصية البيئية والتنوع البيولوجي للمنطقة.
وفي تصريح ممثلي مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، تم التأكيد على أن الحفاظ على مكانة البحيرة ضمن المواقع الحاصلة على شارة "اللواء الأزرق" يتطلب جهداً جماعياً وتنسيقاً مستمراً بين مختلف الفاعلين، من سلطات محلية، وسكان المنطقة، وزوارها. وشددوا على أن هذه الشارة ليست مكسبًا نهائيًا، بل هي التزام بيئي يتجدد سنويًا ويستلزم مراقبة دائمة والتزام جماعي للحفاظ على البيئة.
ويذكر أن شارة "اللواء الأزرق" تُمنح سنويًا لمجموعة من الشواطئ والمواقع الطبيعية في المغرب، ضمن إطار برامج تسعى إلى تحسين جودة الفضاءات الطبيعية وتعزيز الوعي البيئي لدى المواطنين، وربط القطاع السياحي بالممارسات المسؤولة التي تضمن استدامة البيئة. وقد ساهم هذا البرنامج في رفع معايير النظافة البيئية وجودة الخدمات المقدمة للسياح، ما يعزز مكانة المغرب كوجهة سياحية تحترم الطبيعة.
وعلى مدار السنوات الماضية، شهد البرنامج تزايدًا ملحوظًا في عدد المواقع التي حصلت على هذه الشارة، مما يعكس التزاما وطنيا متزايدا لحماية البيئة ورفع جودة الحياة للمواطنين والزوار على حد سواء. كما يشكل هذا التتويج حافزًا للاستثمار في تطوير البنيات التحتية البيئية والسياحية في المناطق ذات القيمة الطبيعية، بما يساهم في دعم التنمية الاقتصادية المحلية دون المساس بالتوازن البيئي.
في ظل التحديات البيئية المتزايدة، خصوصاً مع آثار التغيرات المناخية والتوسع العمراني، تبدو مبادرات مثل "اللواء الأزرق" ضرورية لتوجيه السياسات البيئية وتعزيز المسؤولية الجماعية. ومن هذا المنطلق، يعد تتويج بحيرة أكلمام أزكزا بشارة "اللواء الأزرق" تأكيدًا على جدية الجهود المبذولة في المغرب للحفاظ على الموارد الطبيعية وضمان انتقال مستدام يوازن بين التنمية والبيئة.
ختامًا، يظل الحفاظ على هذه الشارة رهانًا بيئيًا وتربويًا يتطلب متابعة مستمرة، تعزيز الوعي لدى جميع الفئات، ودعم السياسات العمومية الرامية إلى حماية الفضاءات الطبيعية. كما يشكل هذا الحدث فرصة لإبراز الدور الحيوي لمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة كمحرك أساسي في مجال حماية البيئة والتربية البيئية بالمغرب