آخر الأخبار

البسيج : استغلال الروابط العائلية في التطرف يفاقم التهديد الإرهابي


كشف حبوب الشرقاوي، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، أن التحقيقات أظهرت تصاعد تهديد أمني جديد يتمثل في الاستقطاب الأسري نحو التطرف، حيث باتت بعض الأسر تشكل بيئات خصبة لنشر الفكر المتشدد، ما يشكل خطرًا على النسيج المجتمعي والثقافي للمغرب.



 وأوضح أن هذه الظاهرة سبق رصدها في قضايا سابقة، مثل الخلية النسائية التي جرى تفكيكها في 3 أكتوبر 2016، والتي انخرطت غالبية أعضائها في الفكر المتطرف من خلال تأثيرات عائلية، إذ كان لبعضهن أقارب ضمن تنظيم "داعش"، كما سبق إدانة أفراد من أسرهن في قضايا إرهابية مشابهة.
 

وفي سياق متصل، أكد الشرقاوي أن خطورة خلية "الأشقاء الثلاثة"، التي جرى تفكيكها الأحد الماضي بحد السوالم، لا تكمن فقط في مخططاتها الإرهابية، بل أيضًا في مستوى التجهيزات التي وفرتها لتنفيذ عملياتها. فقد قام أفرادها بشراء مواد كيميائية ومعدات تلحيم وسلع ثنائية الاستخدام، يمكن توظيفها في تصنيع المتفجرات، مع انتهاج أساليب تضليل عبر اقتناء هذه المواد من محلات مختلفة لتجنب لفت الانتباه.
 

وأشار المسؤول الأمني إلى أن عناصر الخلية كانوا يخططون لتنفيذ تفجيرات تستهدف مقرات أمنية حساسة، إضافة إلى أحد الأسواق الممتازة ومحلات عمومية يرتادها المواطنون والأجانب. ولأجل ذلك، قاموا برصد هذه المواقع، حيث صوّروها من زوايا متعددة، وحددوا منافذ الولوج، كما وضعوا خرائط تقريبية للمسارات المؤدية إليها، في إطار استعدادهم لتنفيذ العمليات.
 

أما من حيث أساليب التنفيذ، فقد تبنّت الخلية تكتيكات "الذئاب المنفردة"، إذ حرص أعضاؤها على توفير أسلحة بيضاء بأحجام كبيرة لاستخدامها في عمليات التصفية الجسدية والتنكيل بالضحايا. وكشف الشرقاوي أن المتهمين استلهموا أساليبهم من مقاطع فيديو تلقوها من قياديي "داعش" في منطقة الساحل، تتضمن عمليات إعدام وحشية، بهدف استنساخها في هجماتهم المرتقبة.
 

وعلى المستوى الاجتماعي والتعليمي، يتشارك الأشقاء الثلاثة في محدودية مستواهم الدراسي، حيث لم يتجاوز أيٌّ منهم الصف السادس الابتدائي، بينما العضو الرابع حاصل على شهادة البكالوريا. كما أن اثنين منهم متزوجان ولديهما أبناء، فيما يعمل أغلبهم في مهن بسيطة وغير مستقرة، باستثناء أحدهم الذي لا يزاول أي نشاط مدرّ للدخل.
 

وشدد الشرقاوي على أن الأمير المزعوم للخلية، وهو الشقيق الأكبر، استطاع التأثير على أسرته الصغيرة وتحويلها إلى بيئة حاضنة للتطرف، مستغلًا سلطته المعنوية داخل العائلة لفرض أفكاره المتشددة. وخلص إلى أن التحقيقات الأخيرة أكدت أن التجنيد العائلي أصبح يمثل أحد أكبر التحديات الأمنية، ما يستدعي تكثيف الجهود لمواجهته قبل أن يتحول إلى ظاهرة أكثر اتساعًا.


خلية إرهابية، الأشقاء الثلاثة، حد السوالم، المكتب المركزي للأبحاث القضائية


Aicha Bouskine
عائشة بوسكين صحافية خريجة المعهد العالي للإعلام والاتصال، باحثة في العلوم السياسية وصانعة محتوى في إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الجمعة 31 يناير 2025

              















تحميل مجلة لويكاند







Buy cheap website traffic