الرئيسية
وفور وصول الأم وابنها، تم إدماجهما داخل مركز الإقامة المؤقتة للمهاجرين (CETI)، حيث جرى تزويدهما بالملابس والأحذية اللازمة، بالإضافة إلى إخضاعهما لفحص طبي شامل في مستشفى سبتة. كما تم توجيه القاصر للالتحاق بفصول الدعم اللغوي الخاصة بغير الناطقين بالإسبانية، تمهيدًا لإدماجه في المؤسسات التعليمية، وفق الإجراءات المعتمدة من قبل السلطات الإسبانية.
وتستند هذه الإجراءات، حسب ما أفادت جريدة “Elfarodeceuta”، إلى قرارات النيابة العامة الإسبانية، وبالأخص القرارين 2/2012 و5/2014، اللذين يشددان على فتح ملف حماية للقاصرين في حالات الهجرة غير النظامية، لمتابعة وضعهم النفسي والاجتماعي وضمان تواصلهم مع أولياء أمورهم أو الجهات القانونية المعنية.
وخلال نهاية الأسبوع نفسه، سجلت سلطات سبتة دخول نحو 30 قاصرًا مغربيًا، بينهم 17 يوم الأحد فقط، بالإضافة إلى ثلاث فتيات تمكنّ من عبور البحر الفاصل بين المغرب وسبتة، ما يعكس استمرار موجة الهجرة غير النظامية رغم الظروف الجوية الصعبة.
وأكدت وسائل إعلام محلية أن اضطراب البحر والأمواج العاتية لم يُثنِ هؤلاء القاصرين عن محاولة العبور، حيث باتت مشاهد السباحة ليلاً أو الالتفاف حول الحواجز البحرية تتكرر بشكل شبه يومي على طول الشريط الحدودي بين سبتة والمغرب.
وتدخلت وحدات الحرس المدني الإسباني خلال الساعات الماضية لإنقاذ عدد من القاصرين بعد تعرّضهم لمخاطر الغرق، في عمليات وُصفت بالمعقدة نظرًا لارتفاع الأمواج وقوة الرياح، وهو ما يعكس حجم المخاطر التي يواجهها هؤلاء القاصرون في سعيهم وراء حياة أفضل.
ويعيش مركز إيواء القاصرين في المدينة المحتلة ضغطًا متزايدًا، إذ يؤوي حاليًا نحو 553 قاصرًا مغربيًا، ما يفاقم الأزمة الاجتماعية واللوجستية التي تواجهها سلطات سبتة، في ظل استمرار تدفق محاولات الهجرة من السواحل المغربية القريبة، رغم المخاطر الكبيرة التي تهدد حياة هؤلاء القاصرين وتهدد الاستقرار داخل المركز
