وزارة الدفاع الهندية وصفت الزيارة بأنها محطة مهمة في مسار الدبلوماسية البحرية، تعكس قوة الزخم في العلاقات الثنائية بين الرباط ونيودلهي، لاسيما في مجالات الأمن البحري والتصدي للتهديدات العابرة للحدود.
وتعد هذه ثالث زيارة لسفينة حربية هندية إلى الدار البيضاء في أقل من عامين، ما يعكس وتيرة متصاعدة في التنسيق العسكري بين البلدين، والذي لا يقتصر على المجال البحري فقط. وشهدت فترة الرسو لقاءات ثنائية بين ضباط الأسطولين، تبادل خلالها الطرفان الزيارات إلى السفن، إضافة إلى تنظيم تمارين رياضية، وجلسات يوغا، وفعاليات ثقافية احتفت بروابط الصداقة بين الشعبين.
كما جرت اجتماعات رسمية بحضور سفير الهند في المغرب، سانجاي رانا، الذي أشاد بمستوى التعاون العسكري القائم، مؤكداً أن هذه الأنشطة تجسد الثقة المتبادلة بين المؤسستين العسكريتين.
الفرقاطة “INS Tamal” كانت في طريق عودتها إلى الهند بعد تدشينها في روسيا في فاتح يوليوز الماضي، ضمن رحلة شملت عدداً من الموانئ الأوروبية والآسيوية لتعزيز الحضور الهندي في مسارح بحرية مختلفة. وقد كان أبرز محطات زيارتها للمغرب إجراء تمرين عبور بحري مشترك (PASSEX) مع الفرقاطة المغربية “محمد السادس”، بهدف رفع التنسيق العملياتي وتحسين الجاهزية القتالية، حيث اعتبرته وزارة الدفاع الهندية دليلاً على التزام البلدين بضمان أمن واستقرار الملاحة الدولية.
وتأتي هذه التحركات ضمن توجه المغرب لتوسيع شبكة شراكاته الدفاعية خارج الإطار التقليدي الأوروبي والأمريكي، والانفتاح على قوى صاعدة في آسيا، وعلى رأسها الهند، التي بدورها تسعى إلى ترسيخ وجودها في غرب المتوسط والمحيط الأطلسي. وخلال السنوات الأخيرة، وقع الطرفان اتفاقيات استراتيجية شملت جذب استثمارات دفاعية هندية إلى المغرب، وتوريد معدات عسكرية لتعزيز قدرات القوات المسلحة المغربية