الرئيسية
وتمت عملية الاستخراج تحت إشراف السلطات المحلية وممثل النيابة العامة وعناصر الوقاية المدنية، وسط حضور عدد من أفراد أسرة الطفل وساكنة المنطقة، الذين تابعوا العملية في أجواء يسودها الحزن والتأثر العميق. ويهدف هذا التدخل القضائي إلى ضمان شفافية التحقيق واستكمال الإجراءات القانونية وفق المساطر المعمول بها.
بعد استخراج الجثمان، نُقل مباشرة إلى المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء، وهو المرجع الوطني في مجال الطب الشرعي، حيث يخضع لخبرة طبية دقيقة تشمل المعاينة وإعادة التشريح. ويشرف على العملية فريق متخصص في الطب الشرعي، يمتلك خبرة تقنية عالية، لضمان تحديد الأسباب الحقيقية وراء وفاة الطفل، وتقديم معطيات دقيقة يمكن للقضاء الاعتماد عليها.
وتعكس هذه الخطوة حرص السلطات القضائية على استجابة مطالب أسرة الطفل، التي تقدمت بطلب إجراء خبرة طبية جديدة بعد مرور عدة أشهر على الحادثة، في ظل حاجة ملحة لمعرفة الحقيقة كاملة. وتأتي هذه المبادرة بالتوازي مع استدعاء الشهود الجدد في جلسات التحقيق الإعدادي، ضمن البحث القضائي المفتوح الذي يهدف إلى استجلاء الملابسات المحيطة بالوفاة بشكل دقيق.
ويعد نقل الجثمان إلى مستشفى ابن رشد خطوة نوعية لضمان التزام التحقيق بالمعايير العلمية والطبية، بما يتيح للقضاء إصدار قرارات مستندة إلى معطيات دقيقة وموثوقة. كما يعكس هذا الإجراء التوازن بين احترام حقوق الأسرة والالتزام بالإجراءات القانونية، وهو ما يعزز مصداقية النظام القضائي في معالجة القضايا الحساسة.
ومن شأن هذه الخبرة الطبية الجديدة، بجانب التحقيقات الميدانية والاستماع إلى الشهود، أن توفر رؤية شاملة للملابسات، مما يساهم في كشف الحقائق وتوضيح كل ما يتعلق بوفاة الطفل محمد بويسليخن. ويأمل الجميع أن تؤدي هذه الإجراءات إلى تحقيق العدالة وتقديم إجابات واضحة للأسرة والرأي العام، في إطار احترام القانون والشفافية
