الرئيسية
وانتقل الوزير لتوضيح الخطوات الجارية لتوسيع التكوين الطبي، مورداً أن الحكومة شرعت في فتح كليات جديدة في جهات متعددة، على أن تُفتتح مؤسسات إضافية في كلميم والرشيدية قريباً. ويعتبر لقجع أن بناء قدرات تكوينية قوية هو ورش طويل المدى، وأن نتائجه لن تظهر فوراً، لكنه يمثل الطريق الأكثر واقعية لسد العجز في الموارد البشرية الصحية.
وفي ما يتعلق بإصلاح منظومة الحماية الاجتماعية، أشار لقجع إلى أن الانتقال إلى دعم مباشر موحد – الذي بلغت تكلفته 35 مليار درهم – واجه بعض الصعوبات التقنية في بداياته، لكنه مكّن ملايين المواطنين من نظام أكثر شمولاً مقارنة بصيغة “راميد” السابقة. واعترف بأن العملية معقدة بطبيعتها، وأن التكيف معها يتطلب وقتاً، خصوصاً في ظل مشروع وطني يشمل عشرات الملايين من السكان.
وتوقف الوزير عند الانتقادات المرتبطة بأخطاء الاستهداف، معتبراً أن ظهور اختلالات محدودة في المراحل الأولى أمر متوقع، مستشهداً بحالات فردية تم التركيز عليها رغم أنها لا تعكس الحجم الحقيقي للتقدم المحقق. وذكّر بأن دعم الأسر ليس سوى مكوّن واحد من دعم مالي أوسع يشمل النقل، مواجهة ارتفاع الأسعار العالمية، مساندة عدد من القطاعات الإنتاجية، وضمان استقرار المواد الأساسية. وضرب مثالاً بفاتورة غاز البوتان، التي تتراوح سنوياً بين 14 و17 مليار درهم.
أما بخصوص الضغط الناتج عن الحوار الاجتماعي، أوضح لقجع أن كلفته المالية بلغت منذ بداية الولاية 48 مليار درهم، فيما ما تزال ملفات فئوية عدة قيد النقاش، من ضمنها ملف المهندسين وبعض الأطر الإدارية. وشدد على ضرورة استمرار الحوار بروح مشتركة تحفظ توازن الدولة وتستجيب للانتظارات الاجتماعية.
وعند حديثه عن الاستثمارات الكبرى، نفى الوزير وجود علاقة مباشرة بينها وبين استضافة مونديال 2030، مؤكداً أن مشاريع النقل، مثل القطار فائق السرعة والبنى التحتية للمطارات، تندرج ضمن استراتيجية وطنية بعيدة المدى، وأن المونديال لا يشكل سوى عامل تسريع وليس سبباً في إطلاق هذه الأوراش. وتشمل هذه المخططات توسيع الشبكة الحديدية، تطوير النقل الحضري، وتحسين جودة البنى السياحية.
وختم لقجع عرضه بالتأكيد على أن الوضعية المالية للمغرب في الوقت الراهن أكثر ارتياحاً مما كانت عليه في السنوات الماضية، ما يوفر هامشاً أوسع لتعزيز السياسات الاجتماعية والاستثمارية خلال الفترة المقبلة. ويبقى الهدف، وفق تعبيره، موجهاً نحو دعم التقدم الوطني وتقوية تماسك المجتمع
