ويكتسي هذا الأداء أهمية خاصة بالنظر إلى السياق المناخي الصعب الذي طبع الموسم الفلاحي، حيث عرفت عدة مناطق منتجة ضغوطًا مرتبطة بندرة المياه وتقلبات الطقس. ورغم ذلك، أظهر قطاع الأفوكادو قدرة لافتة على التكيف والصمود، سواء من حيث المردودية أو انتظام التزويد للأسواق الخارجية.
وبفضل هذا التطور، بات الأفوكادو يحتل موقعًا متقدمًا ضمن صادرات الفاكهة المغربية، إذ يمثل اليوم أكثر من 10 في المائة من إجمالي عائدات النقد الأجنبي المتأتية من تصدير الفواكه. ولا تتفوق عليه من حيث الحجم سوى صادرات اليوسفي والبطيخ، ما يرسخ مكانته كأحد أكثر المنتوجات الفلاحية دينامية من حيث القيمة المضافة.
وعلى مستوى الوجهات، لا تزال إسبانيا الزبون الأول للأفوكادو المغربي، مستحوذة على أكثر من 35 في المائة من حجم الصادرات، غير أن حصتها تعرف تراجعًا نسبيًا مقابل صعود أسواق أوروبية أخرى. فقد عززت فرنسا موقعها بنسبة تقارب 25 في المائة، تليها هولندا بـ22 في المائة، في حين تستكمل المملكة المتحدة وألمانيا قائمة أهم خمس وجهات بنسبة 7 و3 في المائة على التوالي.
غير أن التحول الأبرز خلال الموسم المنصرم تمثل في التوسع القوي نحو أسواق جديدة أو كانت تعتبر ثانوية في السابق. فقد قفزت الصادرات نحو كندا لتتجاوز ألف طن، بعدما كانت لا تتعدى 70 طنًا فقط، كما سجلت كل من إيطاليا وسويسرا ارتفاعًا لافتًا في وارداتهما، وصل إلى سبعة أضعاف مقارنة بالموسم الماضي. وسجلت البرتغال نموًا استثنائيًا بلغ خمسة عشر ضعفًا، فيما تضاعفت واردات بلجيكا اثني عشر مرة.
ووفق تقرير “إيست فروت”، فإن إجمالي الصادرات نحو هذه الأسواق الناشئة بلغ حوالي 7600 طن، أي أربعة أضعاف ما تم تسجيله خلال الموسم السابق، ما يعكس نجاح الاستراتيجية المغربية في تنويع الشركاء التجاريين وتقليص الاعتماد على أسواق محددة.
وبصورة عامة، جرى خلال موسم 2024/2025 تصدير الأفوكادو المغربي إلى 27 دولة حول العالم، وهو ما يؤكد الامتداد الجغرافي المتزايد لهذا المنتوج، والدور المتنامي الذي يلعبه في تعزيز تنافسية الفلاحة المغربية داخل الأسواق الدولية، خاصة في ظل الرهان على المنتجات ذات القيمة العالية والاستهلاك المتزايد عالميًا
الرئيسية





















































