فن وفكر

🎵 شيخوخة بلا مرارة


يا ليلُ هون خطاكَ على دروبنا،
فالشيخُ ما زال في قلبه صبانا.

العمرُ يمضي، ولكن في مآقينا،
يبقى ضياءٌ يفتّح في المعاني.



استمع لهذه القصيدة الموسيقية / عدنان بن شقرون


أولئك الذين ما زالوا يحبون القراءة

يمرّ الزمان ويخفي ملامحنا،
فهل نبقى أسرى لما قد مضى؟

تذوب الهتافات خلف الصدى،
ويُترك للذكرى جرحٌ خفي.

تغيّر وجه الحياة سريعًا،
فمن لم يجدّد يظلّ غريبًا.

كثيرون شيّخوا وفيهم غضب،
كأنّ السنين لعنةٌ قاسية.

لكنّ الحكيم إذا ما تقدم،
يجعل من العمر جسرًا مضيئًا.

ينثر علمًا، يغرس حبًا،
ويصير أبًا للقلوب جميعًا.

هكذا كان مانديلا مثالاً،
خرج من سجنه نورًا وسلامًا.

وكذاك شاعر عشق الجماهير،
خلّد اسمه بصدق العطاء.

أمّا من استسلم للحقد صامتًا،
فصار عجوزًا غريبًا عن الناس.

الدواء: تواضعٌ وقلبٌ رحيم،
وعينٌ تفتّش في الكون دهشة.

فلا يأس يسكن روح المحب،
ولا مرارة تقتل نبض الأمل.

من أحبّ الحياة إلى آخر الدرب،
يصير شيخًا جميلاً، نبيلاً، كبيرًا.

القصيدة تتأمل في مسار الشيخوخة بين وجهين متناقضين :

 وجه المرارة واليأس الذي يسيطر على بعض السياسيين أو الأدباء أو العلماء حين يفقدون مجدهم السابق ويظلون أسرى للماضي، ووجه الحكمة والنور الذي يختاره آخرون حين يقبلون مرور الزمن بتواضع ويحوّلونه إلى فرصة للعطاء. النص يصف كيف يمكن للإنسان أن يصبح أسير العزلة والأحقاد إذا تمسّك بالأنا والسلطة، فيغدو غريبًا عن نفسه وعن الناس. لكنه يبيّن في المقابل أن التواضع، وحبّ التعلم، وروح الترحال الداخلي، قادرة على إنقاذ المرء من هذه العتمة. يستحضر أمثلة رمزية لرجال صاروا جسورًا للسلام والعلم والمعرفة، مقابل آخرين انساقوا وراء الغضب والحقد. وفي النهاية، يقدّم رسالة واضحة: الشيخوخة لا تعني نهاية الحياة، بل يمكن أن تكون اكتمالاً جديدًا إذا اقترنت بالحبّ والكرم والفضول. القصيدة بذلك تتحوّل إلى دعوة صافية لعيش العمر المتأخر بكرامة، نور، وإصرار على إبقاء العين مفتوحة على جمال العالم.

اكتشف المزيد من أعمال المؤلف عدنان بن شقرون





الاحد 14 سبتمبر 2025

              

آخر الأخبار | حياتنا | صحتنا | فن وفكر | لوديجي ستوديو | كتاب الرأي | هي أخواتها | تكنو لايف | بلاغ صحفي | لوديجي ميديا [L'ODJ Média] | المجلة الأسبوعية لويكاند | اقتصاديات | كلاكسون


Bannière Réseaux Sociaux

Bannière Lodj DJ























Buy cheap website traffic