تكنو لايف

شبكات التواصل الاجتماعي في المغرب : نمو متسارع في ظل فجوة رقمية مقلقة


شهد المغرب خلال سنة 2025 طفرة رقمية واضحة، تُجسّدها نسبة انتشار استعمال الشبكات الاجتماعية التي بلغت 81% من إجمالي السكان. إلا أن هذه النسبة، رغم ارتفاعها الظاهري، تُخفي تفاوتًا بنيويًا في الولوج إلى التكنولوجيا، سواء من حيث الفئات الاجتماعية أو المجالية أو الجندرية.



 ففي الوقت الذي أصبحت فيه هذه المنصات جزءًا من الحياة اليومية للملايين، هناك 19% من المواطنين ما زالوا خارج هذا التحول الرقمي، وتتركز هذه الفئة أساسًا في القرى، وبين كبار السن، ووسط النساء ربات البيوت. هذه الفجوة الرقمية لا ترتبط فقط بالبنية التحتية أو الكلفة، بل تنبع أيضًا من ضعف التمكين الرقمي، وتراجع الوعي بأهمية الاستخدام، وغياب سياسات عمومية فاعلة تراعي الإنصاف في الوصول إلى الوسائل التكنولوجية
 

واتساب فايسبوك وإنستغرام يحتفظون بالصدارة دون نمو يُذكر في المغرب
 

يستمر الثلاثي التقليدي – واتساب، فايسبوك، وإنستغرام – في احتلال المراتب الأولى ضمن أكثر المنصات استخدامًا في المغرب، لكن دون تسجيل نمو يُذكر، ما يعكس حالة من التشبّع في الاستخدام. واتساب لا يزال الأكثر رسوخًا بنسبة 75% من المستخدمين، مع نسبة استخدام يومي تفوق 95%، بينما يحافظ فيسبوك على قاعدة مستخدمين مهمة رغم تراجعه الواضح وسط فئة الشباب.

أما إنستغرام، فقد حافظ على مكانته، لكنه لم يستطع التوسع إلى فئات جديدة. الملاحظة اللافتة في 2025 كانت بروز يوتيوب في المرتبة الرابعة بنسبة استخدام وصلت إلى 40%، مستفيدًا من إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي، وعلى رأسها الترجمة الفورية والدبلجة التلقائية، التي جعلته أكثر قابلية للتفاعل وتنوعًا في المحتوى.

في المقابل، يواصل تيك توك تعزيز مكانته لدى الشباب، مستفيدًا من خاصيات الفيديو القصير، والبث المباشر، والتجارة اللحظية، لتبلغ نسبة استخدامه 24%. أما باقي المنصات كتلغرام، وسنابشات، وتويتر (X)، فلا تزال تتخبط في نسب ضعيفة، وتبدو غير قادرة على اختراق السوق الرقمي المغربي، عكس لينكد إن الذي بدأ يحجز لنفسه مكانًا بين الشباب والمهنيين، بفضل أدوات الذكاء الاصطناعي التي تسهّل التوظيف وبناء العلاقات المهنية.
 

الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل الفضاء الرقمي

 

تُعد سنة 2025 لحظة فارقة في تحول تجربة المستخدم، بفعل الحضور المكثف للذكاء الاصطناعي داخل مختلف الشبكات الاجتماعية، لم تعد هذه المنصات مجرد فضاءات للتواصل، بل تحولت إلى منظومات معقدة تستند على خوارزميات دقيقة قادرة على تحليل السلوك الرقمي وتوجيهه. "ميتا AI" في واتساب، و"Footnotes" في تيك توك، والمساعد الصوتي في يوتيوب، كلها تجسّد هذا التحول، حيث أصبحت المنصات تختار للمستخدم ما يراه، وتحدد كيف يتفاعل، وأحيانًا، كيف يُفكر. ورغم أن هذا التطور يعزز من تخصيص التجربة وتحسينها، إلا أنه يطرح تحديات أخلاقية حقيقية تتعلق بالخصوصية والحرية الرقمية. في المقابل، يبدو أن الفئة غير المتصلة تزداد تهميشًا، إذ أن من لا يملك القدرة على الولوج الرقمي أصبح معزولًا حتى عن الخدمات الأساسية، وهو ما يُعمق الهوة الرقمية التي أضحت اليوم مرآة للفوارق الاجتماعية في ثوب رقمي


الشبكات الاجتماعية، الذكاء الاصطناعي، الفجوة الرقمية، واتساب، فيسبوك، يوتيوب، تيك توك


Aicha Bouskine
عائشة بوسكين صحافية خريجة المعهد العالي للإعلام والاتصال، باحثة في العلوم السياسية وصانعة محتوى في إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الاربعاء 18 يونيو 2025

              

آخر الأخبار | حياتنا | صحتنا | فن وفكر | لوديجي ستوديو | كتاب الرأي | هي أخواتها | تكنو لايف | بلاغ صحفي | لوديجي ميديا [L'ODJ Média] | المجلة الأسبوعية لويكاند | اقتصاديات | كلاكسون


Bannière Réseaux Sociaux

Bannière Lodj DJ
















تحميل مجلة لويكاند







Buy cheap website traffic