أما إنستغرام، فقد حافظ على مكانته، لكنه لم يستطع التوسع إلى فئات جديدة. الملاحظة اللافتة في 2025 كانت بروز يوتيوب في المرتبة الرابعة بنسبة استخدام وصلت إلى 40%، مستفيدًا من إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي، وعلى رأسها الترجمة الفورية والدبلجة التلقائية، التي جعلته أكثر قابلية للتفاعل وتنوعًا في المحتوى.
في المقابل، يواصل تيك توك تعزيز مكانته لدى الشباب، مستفيدًا من خاصيات الفيديو القصير، والبث المباشر، والتجارة اللحظية، لتبلغ نسبة استخدامه 24%. أما باقي المنصات كتلغرام، وسنابشات، وتويتر (X)، فلا تزال تتخبط في نسب ضعيفة، وتبدو غير قادرة على اختراق السوق الرقمي المغربي، عكس لينكد إن الذي بدأ يحجز لنفسه مكانًا بين الشباب والمهنيين، بفضل أدوات الذكاء الاصطناعي التي تسهّل التوظيف وبناء العلاقات المهنية.
الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل الفضاء الرقمي
تُعد سنة 2025 لحظة فارقة في تحول تجربة المستخدم، بفعل الحضور المكثف للذكاء الاصطناعي داخل مختلف الشبكات الاجتماعية، لم تعد هذه المنصات مجرد فضاءات للتواصل، بل تحولت إلى منظومات معقدة تستند على خوارزميات دقيقة قادرة على تحليل السلوك الرقمي وتوجيهه. "ميتا AI" في واتساب، و"Footnotes" في تيك توك، والمساعد الصوتي في يوتيوب، كلها تجسّد هذا التحول، حيث أصبحت المنصات تختار للمستخدم ما يراه، وتحدد كيف يتفاعل، وأحيانًا، كيف يُفكر. ورغم أن هذا التطور يعزز من تخصيص التجربة وتحسينها، إلا أنه يطرح تحديات أخلاقية حقيقية تتعلق بالخصوصية والحرية الرقمية. في المقابل، يبدو أن الفئة غير المتصلة تزداد تهميشًا، إذ أن من لا يملك القدرة على الولوج الرقمي أصبح معزولًا حتى عن الخدمات الأساسية، وهو ما يُعمق الهوة الرقمية التي أضحت اليوم مرآة للفوارق الاجتماعية في ثوب رقمي