وأفادت المندوبية بأن هذا التحسن يأتي نتيجة استراتيجية تربوية متعددة الأبعاد، تراهن على تيسير الولوج إلى التعليم وتعزيز الدعم البيداغوجي داخل الفضاء السجني، وذلك بالتنسيق مع وزارة التربية الوطنية. وتم في هذا الإطار تمكين النزلاء من استعمال المنصات الرقمية التعليمية المعتمدة وطنيا، إلى جانب الاستفادة من دروس دعم حضورية، بلغ عدد المستفيدين منها 4750 نزيلاً خلال الموسم الدراسي 2023-2024.
وفيما يخص التربية غير النظامية، سجّلت المندوبية استفادة 240 حدثًا من برامج محاربة الهدر المدرسي داخل السجون، وهو ما يعكس اهتمامًا متزايدًا بهذه الفئة من النزلاء، في ظل ظروف اجتماعية واقتصادية معقدة عادة ما تؤدي إلى انقطاعهم المبكر عن الدراسة.
أما على مستوى التعليم العالي، فقد أوضح التقرير أن عدد السجناء الذين حصلوا على شهادات جامعية بلغ 275 خلال الموسم الجامعي 2023-2024، مقابل 211 في الموسم السابق. ورغم أن الأرقام تبقى أولية في انتظار المصادقة النهائية لبعض الكليات، إلا أن الاتجاه التصاعدي يعكس نجاح جهود تعزيز الفضاءات الجامعية خلف القضبان.
وفي هذا السياق، انتقل عدد الفضاءات الجامعية من فضاء واحد بالسجن المحلي بسلا إلى عشرة فضاءات موزعة على مختلف المؤسسات السجنية، بعد توقيع شراكات مع عشر جامعات مغربية. وتهدف هذه المبادرة إلى توفير محاضرات وأنشطة تعليمية حضورية وعن بُعد، ضمن مسعى لتكريس حق السجناء في التعلم، وتفعيل مقتضيات القانون الجديد 10.23 المنظم للمؤسسات السجنية، خاصة في شقه المتعلق بدمج البعد الجامعي داخل هذه المؤسسات.
وتعكس هذه الدينامية الجديدة رغبة المندوبية في جعل المؤسسة السجنية فضاءً لإعادة الإدماج الفعلي عبر التعليم، وتكريس مبدأ "السجن مدرسة ثانية"، مع ربط العملية التعليمية بفرص تأهيل وإدماج حقيقية لما بعد قضاء العقوبة