المبادرة تندرج ضمن إطار ما يُعرف بـ"السحابة السيادية للذكاء الاصطناعي" (Sovereign AI Cloud)، وهي رؤية استراتيجية تهدف إلى تمكين الدول الإفريقية من بناء بنيتها التحتية الرقمية المتقدمة بعيدًا عن هيمنة الخوادم السحابية الأجنبية. وبذلك، تسعى القارة إلى تعزيز استقلاليتها التكنولوجية، وتوفير بيئة رقمية آمنة ومستقرة تدعم الابتكار المحلي.
في المغرب، يُرتقب أن يوفر المصنع قدرات حوسبة عالية الأداء تعتمد على آلاف وحدات المعالجة الرسومية (GPU) التي تطورها شركة نيفيديا، وهو ما سيشكل نقلة نوعية في دعم الأبحاث، وتشجيع الشركات الناشئة على تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي دون الحاجة إلى الاعتماد على مراكز بيانات خارج القارة.
ويؤكد هذا الاستثمار مكانة المغرب كفاعل تكنولوجي صاعد، بفضل موقعه الاستراتيجي الرابط بين إفريقيا وأوروبا، واستقراره السياسي، وتوفره على بنية تحتية حديثة، إلى جانب كفاءات بشرية متخصصة في مجالات التكنولوجيا والابتكار.
المشروع، بحسب المتابعين، لن يقتصر على تعزيز السيادة الرقمية فحسب، بل من المتوقع أن يفتح آفاقًا واسعة أمام الباحثين، والمقاولات الناشئة، والمستثمرين، لبناء منظومة رقمية إفريقية قادرة على المنافسة عالميًا.
ومن المنتظر أن تكشف الشركة خلال الأشهر المقبلة عن تفاصيل تقنية أكثر دقة تخص المشروع في المغرب، بما في ذلك المدينة المستضيفة، والجدول الزمني للتنفيذ، حيث يتوقع أن يكتمل خلال ثلاث إلى أربع سنوات، في خطوة من شأنها أن تدعم مساهمة المملكة في قيادة الثورة الرقمية بالقارة