حياتنا

المغرب يواصل تعزيز مكانته كأكبر مصدر للطماطم إلى الاتحاد الأوروبي


كشف تقرير حديث صادر عن المفوضية الأوروبية حول آفاق الزراعة في الاتحاد الأوروبي أن المغرب سيظل المورد الرئيسي للطماطم الطازجة إلى أسواق الاتحاد الأوروبي حتى عام 2035. يأتي هذا التوقع في ظل التحديات المناخية والاقتصادية التي يواجهها المغرب، مثل قلة التساقطات المطرية والجفاف المستمر، بالإضافة إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة، من ارتفاع معدلات البطالة وغياب اليقين الاقتصادي



 

تشير هذه المعطيات إلى تباين واضح بين تلبية احتياجات الأسواق الأوروبية وبين متطلبات السوق المحلي. في وقت يزداد فيه الضغط على المواطنين المغاربة بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة وضعف القدرة الشرائية، لا يزال الحديث عن تقليص صادرات المنتجات الزراعية لتلبية الطلب المحلي مسألة قائمة.
 

وفقاً للتقرير، ستشهد واردات الاتحاد الأوروبي من الطماطم زيادة سنوية بنسبة 0.6% لتصل إلى 822,000 طن بحلول عام 2035. هذه الزيادة تأتي رغم التوقعات بانخفاض الإنتاج الأوروبي للطماطم بنسبة 0.3% سنوياً خلال نفس الفترة، ليصل الإنتاج إلى 6.33 مليون طن في 2035. ويرجع ذلك إلى انخفاض الإنتاج الشتوي من الطماطم وتحول التركيز نحو الطماطم الصغيرة الحجم.
 

أما استهلاك الطماطم الطازجة في دول الاتحاد الأوروبي، فسيظل مستقراً عند 6.79 مليون طن في 2035، بمتوسط استهلاك يبلغ 15.2 كغم للفرد. وتشير التوقعات إلى أن الطلب على الأنواع الصغيرة الحجم، مثل طماطم الكرز، سيظل في تزايد. وبخصوص الطماطم المخصصة للتحويل، يتوقع أن يرتفع إنتاجها بنسبة 1% ليصل إلى حوالي 11.6 مليون طن، في حين سيزيد استهلاك الطماطم المحولة بنسبة 1.2% سنوياً ليصل إلى أكثر من 23 كغم للفرد بحلول 2035.
 

على صعيد آخر، فإن صادرات الاتحاد الأوروبي من الطماطم الطازجة ستشهد انخفاضاً طفيفاً بنسبة 0.2% لتصل إلى 362,000 طن في 2035. يُظهر هذا التوقع تراجعًا في صادرات الطماطم الطازجة من الاتحاد الأوروبي، وهو ما قد يفتح المجال أمام مزيد من الفرص للموردين الآخرين مثل المغرب.
 

تقرير "آفاق الزراعة في الاتحاد الأوروبي 2024-2035" يقدم رؤية شاملة لمستقبل القطاع الزراعي في أوروبا، مشيراً إلى التغيرات الاقتصادية، الديموغرافية، والبيئية التي ستؤثر على الإنتاج والاستهلاك الزراعي في السنوات المقبلة. في هذا السياق، يتوقع أن يشهد الاتحاد الأوروبي استقرارًا نسبيًا في النمو الاقتصادي، مع زيادة متوقعة في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 1% في 2024 و1.5% في 2025.
 

من جانب آخر، سيشهد الإنتاج الزراعي في الاتحاد الأوروبي تغييرات هامة، حيث يُتوقع أن يصل إنتاج الحبوب إلى 273.8 مليون طن في 2035، مع زيادة طفيفه في إنتاج الذرة والشعير، بينما سينخفض إنتاج اللفت بنسبة 10% مقارنة بفترة 2022-2024. من المتوقع أيضاً أن يشهد إنتاج الزيوت والبقول زيادة ملحوظة، حيث يُتوقع أن يرتفع إنتاج فول الصويا بنسبة 22%. في المقابل، سيستمر تراجع إنتاج السكر ليصل إلى 15.3 مليون طن في 2035.
 

وفيما يتعلق بالصادرات الأوروبية، يتوقع أن تنخفض واردات الزيتون بنسبة 6.6%، والبروتينات النباتية بنسبة 27.7% بحلول عام 2035. ومع ذلك، سيظل التركيز على الاستدامة البيئية قائمًا، مع تكثيف الجهود للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتقليل تآكل التربة.
 

من جهة أخرى، حافظ المغرب هذا العام على مركزه كأكبر مصدر للطماطم إلى الاتحاد الأوروبي، حيث تجاوز حجم صادراته 701.86 مليون كيلوغرام في الموسم الفلاحي الماضي. ووفقاً لمنصة "Harto Info"، تمكن المغرب من تعزيز مكانته في سوق الطماطم، متفوقًا على إسبانيا ومقتربًا من تحقيق أرقام مماثلة لتلك التي تسجلها هولندا. وكانت فرنسا الوجهة الرئيسية للطماطم المغربية، حيث استوردت ما يقارب 421.35 مليون كيلوغرام، تلتها المملكة المتحدة بـ128.27 مليون كيلوغرام، بينما كانت إسبانيا ثالث أكبر مستورد بـ56.15 مليون كيلوغرام خلال موسم 2023/2024.


المغرب، الاتحاد الأوروبي، الطماطم الطازجة، التصدير، الإنتاج الزراعي


Aicha Bouskine
عائشة بوسكين صحافية خريجة المعهد العالي للإعلام والاتصال، باحثة في العلوم السياسية وصانعة محتوى في إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الاربعاء 25 ديسمبر 2024

              

Bannière Réseaux Sociaux

Bannière Lodj DJ















تحميل مجلة لويكاند






Buy cheap website traffic