يتألف المستشفى من قطبين رئيسيين، الأول مخصص للتخصصات الطبية بطاقة استيعابية تصل إلى 867 سريراً، والثاني مستشفى للأم والطفل بطاقة 245 سريراً، أي ما مجموعه 1110 أسرّة. وتغطي خدماته مختلف التخصصات الدقيقة، من أمراض القلب والدماغ إلى الجهاز الهضمي والعظام والغدد والأنف والأذن والحنجرة، فضلاً عن أمراض الكلى والجلد والصدر والمسالك البولية، إضافة إلى وحدات متخصصة في الأمراض المعدية والروماتيزم والاستشفاء القصير وإنعاش الحروق الكبرى.
ويمثل مستشفى الأم والطفل امتداداً للرعاية الملكية الموجهة للأجيال الصاعدة، إذ يضم 11 مصلحة من بينها التوليد وطب الأطفال وجراحة الأطفال وإنعاش حديثي الولادة، كما يتوفر على مستعجلات مخصصة للنساء والأطفال بطاقة إجمالية تبلغ 245 سريراً، ما يعكس حرص الدولة على ضمان سلامة الأمهات والأطفال في مختلف مراحل الرعاية الصحية.
أما على مستوى الخدمات الاستعجالية، فقد تم تجهيز المستشفى بمنظومة متكاملة تضم أكثر من 60 سريراً موزعة على مستعجلات الكبار والأطفال والنساء، إلى جانب 75 سريراً للإنعاش بمواصفات عالمية. وتتيح البنية الرقمية الحديثة للمستشفى المراقبة الفورية لحالة المرضى من خلال محطات مركزية متصلة بالأجهزة الذكية لرصد العلامات الحيوية وضمان التدخل السريع.
ويُعدّ القطب الجراحي الذكي من أبرز مميزات المستشفى، إذ اعتمدت فيه لأول مرة في إفريقيا تقنية الجراحة الروبوتية “Revo I”، التي تمكّن الأطباء من إجراء عمليات دقيقة في المسالك البولية والجهاز الهضمي بأقل تدخل جراحي ممكن، وبنتائج تتسم بسلامة أعلى وسرعة تعافٍ أكبر. كما يحتوي المركب الجراحي على 19 قاعة عمليات رقمية متصلة بشبكة مراقبة وتعقيم أوتوماتيكية، إلى جانب قاعة خاصة لعلاج الحروق الكبرى.
وفي مجال التشخيص والعلاج، تضم المنصة التقنية أحدث تجهيزات التصوير الطبي جنوب المملكة، من ضمنها جهازي رنين مغناطيسي وثلاثة سكانيرات متعددة الشرائح وجهاز PET SCAN لتتبع الأورام السرطانية، إضافة إلى وحدة للعلاج بالأوكسجين عالي الضغط مخصصة لعلاج الحروق والتسممات ومضاعفات القدم السكري. كما تم تجهيز المستشفى بصيدلية مركزية تعتمد الروبوت الآلي لتوزيع الأدوية وتحضير الجرعات بدقة ميكرومترية، ومركز لتصفية الدم بـ24 مولداً، ووحدة حديثة لإعادة التأهيل البدني.
ويشكل الرأسمال البشري للمستشفى ركيزة نجاحه، إذ يضم أكثر من 1260 إطاراً صحياً، من ضمنهم أساتذة جامعيون وأطباء مقيمون وداخليون وممرضون وتقنيون متخصصون في مختلف مجالات الطب والعلاج. ويعمل هؤلاء داخل منظومة رقمية موحدة تتيح التنسيق الفوري بين مختلف المصالح الطبية والإدارية، بما يعزز الكفاءة التشغيلية ويرفع من جودة الخدمات المقدمة للمرضى.
بهذا الإنجاز، ترسم جهة سوس ماسة ملامح مرحلة جديدة في المشهد الصحي الوطني، قوامها مستشفى جامعي متكامل يضع الجنوب المغربي في قلب استراتيجية التنمية الصحية ويجعل من أكادير قطباً مرجعياً في الطب الحديث والبحث العلمي بالمغرب.
الرئيسية





















































