ولم يقتصر هذا المنحى التصاعدي على الذهب فقط، إذ شهدت أسواق المعادن النفيسة والصناعية موجة صعود واسعة، حيث سجلت أسعار الفضة والنحاس مستويات قياسية جديدة، فيما بلغ سعر البلاتين أعلى مستوى له منذ ماي 2008، ما يؤشر على تحول عام في توجهات المستثمرين نحو الأصول المرتبطة بالقيمة المادية والحماية من المخاطر.
ويربط محللون هذا الارتفاع القوي بتفاقم التوترات الجيوسياسية في أمريكا اللاتينية، خاصة على خلفية التصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الوضع السياسي في فنزويلا، والتي أعادت إلى الواجهة مخاوف عدم الاستقرار الإقليمي وانعكاساته المحتملة على الأسواق العالمية وسلاسل الإمداد.
وفي موازاة ذلك، لعبت التوقعات المرتبطة بالسياسة النقدية الأميركية دوراً حاسماً في دعم أسعار الذهب والمعادن النفيسة، إذ يراهن المستثمرون على توجه الاحتياطي الفدرالي نحو خفض أسعار الفائدة خلال سنة 2026، في ظل مؤشرات اقتصادية حديثة أظهرت تباطؤ وتيرة التضخم وتراجع دينامية سوق الشغل في الولايات المتحدة.
ويرى متابعون للأسواق أن هذا التداخل بين التوترات الجيوسياسية والسياسات النقدية التيسيرية يدفع المستثمرين إلى تقليص انكشافهم على الأصول عالية المخاطر، مقابل تعزيز استثماراتهم في الذهب والمعادن، وهو ما يرجح استمرار الضغوط الصعودية على الأسعار خلال الفترة المقبلة، ما لم تطرأ تحولات جوهرية على الأوضاع السياسية والاقتصادية العالمية
الرئيسية





















































