آخر الأخبار

الذكرى السادسة والعشرون لرحيل الحسن الثاني : إرث ملك صنع تاريخ المغرب الحديث


تخلد المملكة المغربية، يوم الأربعاء 23 يوليوز 2025، الذكرى السادسة والعشرين لرحيل جلالة الملك الحسن الثاني، الذي يشكل رمزًا خالدًا في ذاكرة الوطن، هذه المناسبة تذكر المغاربة بقائد استثنائي قاد المغرب عبر عقود من التحديات والتغييرات، وأسهم بشكل كبير في بناء دولة حديثة ذات رؤية استراتيجية واضحة



منذ اعتلائه عرش المغرب سنة 1961، جسد الحسن الثاني حجر الزاوية في ترسيخ أسس الدولة الوطنية الحديثة، فكانت حكمته واستراتيجيته من عوامل استقرار البلاد في مراحل دقيقة من تاريخها. خلال حكمه، واجه الملك عدة أزمات إقليمية ووطنية، لكنه استطاع أن يوحد الصف الداخلي، محافظًا على وحدة المغرب الترابية وسيادته، وكان أحد أبرز رموز القومية العربية والإفريقية في فترة الحرب الباردة.
 

يمثل الحدث الأبرز في مسيرة الملك الحسن الثاني تنظيم "المسيرة الخضراء" عام 1975، والتي شكلت لحظة تاريخية فاصلة في استرجاع الصحراء المغربية. لم تكن هذه الخطوة مجرد تحرك عسكري أو سياسي، بل كانت عبقرية دبلوماسية بامتياز، تميزت بالرمزية والذكاء في التعبير عن الإرادة الوطنية السلمية في استعادة الأرض والحفاظ على السلام الإقليمي. يحتفل المغرب هذه السنة بالذكرى الخمسين لهذه الملحمة الوطنية التي جسدت توحيد الشعب المغربي خلف قيادة حاسمة ورؤية واضحة للمستقبل.
 

لم يقتصر إرث الملك الراحل على الجانب الجغرافي والسياسي فحسب، بل تميزت سنوات حكمه الأخيرة بفتح المجال للإصلاحات السياسية والدستورية. في بداية التسعينات، بدأت سلسلة من التعديلات التي هدفت إلى تعزيز المشاركة السياسية وتوسيع الحريات، وكان تعيين حكومة برئاسة المعارضة سنة 1997 نقطة تحول هامة في تاريخ المغرب السياسي، ومهدت الطريق لمسار التناوب الذي استكمل في عهد الملك محمد السادس.
 

عرف الحسن الثاني أيضًا بقدرته الفريدة على التواصل مع وسائل الإعلام، خصوصًا الصحافة الدولية، حيث حرص على منح الحوارات التي شرحت مواقفه وأفكاره، مفسحًا المجال لفهم أعمق للرؤية الملكية في وقت لم تكن الشفافية السياسية هي القاعدة في العديد من الدول. كان ملكًا يتمتع بحضور قوي وثقة عالية، محاورًا ومفسرًا، حافظ على حوار مستمر مع مجتمعه ومع العالم الخارجي.
 

على الرغم من مرور أكثر من ربع قرن على رحيله، لا يزال الملك الحسن الثاني يحتل مكانة متميزة في وعي المغاربة. لم يكن مجرد ملك عابر، بل مهندس بناء الدولة الحديثة، ورمز الصمود في وجه التحديات. تميز بالصبر والحزم، والقدرة على التجديد في الأساليب، وكان دائمًا مصدر إلهام للأجيال التي تليته.
 

اليوم، في الذكرى السادسة والعشرين لرحيله، يستذكر المغاربة كلمات الحسن الثاني ومواقفه الراسخة التي ساعدت في بناء وطن قوي ومتماسك. يحمل إرثه في طياته دروسًا في القيادة والمسؤولية، ويظل نموذجًا للقائد الذي عرف كيف يحكم بذكاء وشجاعة، وكيف يلهم شعبه نحو مستقبل أفضل


الملك الحسن الثاني، المسيرة الخضراء، الوحدة الوطنية، المغرب الحديث، الإصلاحات السياسية، تاريخ المغرب


Aicha Bouskine
عائشة بوسكين صحافية خريجة المعهد العالي للإعلام والاتصال، باحثة في العلوم السياسية وصانعة محتوى في إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الخميس 24 يوليوز 2025

              

آخر الأخبار | حياتنا | صحتنا | فن وفكر | لوديجي ستوديو | كتاب الرأي | هي أخواتها | تكنو لايف | بلاغ صحفي | لوديجي ميديا [L'ODJ Média] | المجلة الأسبوعية لويكاند | اقتصاديات | كلاكسون


Bannière Réseaux Sociaux

Bannière Lodj DJ
















تحميل مجلة لويكاند







Buy cheap website traffic