وبحسب ما أفادت به وزارة الخارجية التايوانية، تشمل العقود المعلن عنها ثمانية برامج تسليح رئيسية، تتوزع بين أنظمة صواريخ “هيمارس” المتطورة، ومدافع هاوتزر، وصواريخ مضادة للدبابات، وطائرات مسيّرة، إضافة إلى قطع غيار وتجهيزات لوجستية لمعدات عسكرية أخرى، في إطار تعزيز الجاهزية الدفاعية متعددة المستويات.
وأكدت الوزارة أن هذه الصفقة تمثل “دليلاً جديداً على التزام الولايات المتحدة الثابت بأمن تايوان”، مشيرة إلى أنها ثاني صفقة تسلح يتم الإعلان عنها خلال الولاية الثانية للرئيس ترامب، ما يعكس استمرارية الدعم العسكري الأميركي للجزيرة رغم عدم الاعتراف الرسمي باستقلالها.
ورغم مصادقة وزارة الخارجية الأميركية، لا تزال الصفقة في انتظار موافقة الكونغرس الأميركي، على أن تدخل حيز التنفيذ في غضون شهر تقريباً، وفق ما أعلنته وزارة الدفاع التايوانية. كما يتعين عرض الاتفاقيات على البرلمان التايواني (اليوان التشريعي)، الذي تهيمن عليه أحزاب معارضة، أبرزها حزب الكومينتانغ، ما قد يفتح نقاشاً سياسياً داخلياً حول كلفة التسلح وأبعاده الاستراتيجية.
ويأتي هذا التطور في وقت أعلن فيه الرئيس التايواني لاي تشينغ-تي، خلال الشهر الماضي، عن نية حكومته رفع ميزانية الدفاع بنحو 40 مليار دولار على مدى السنوات المقبلة، في إطار استراتيجية تهدف إلى تحصين الجزيرة أمام أي سيناريو عسكري محتمل. كما كشف عن خطط لرفع الإنفاق الدفاعي إلى أكثر من 3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2026، و5 في المائة بحلول 2030، استجابة للضغوط الأميركية الداعية إلى تقاسم أعباء الدفاع.
ورغم امتلاك تايوان قاعدة صناعية دفاعية محلية، إلا أنها لا تزال تعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا والسلاح الأميركيين لموازنة التفوق العسكري الصيني، خاصة في مجالات الطيران والصواريخ والقدرات البحرية.
في المقابل، تواصل الصين تكثيف حضورها العسكري في محيط الجزيرة، من خلال نشر شبه يومي لطائرات مقاتلة وسفن حربية، في ما تصفه تايبيه وخبراء الأمن الإقليمي بـ“استراتيجية المنطقة الرمادية”، التي تقوم على الضغط المستمر دون الانزلاق إلى مواجهة عسكرية مباشرة.
وفي هذا الإطار، أعلنت وزارة الدفاع التايوانية أنها رصدت، بين الأربعاء وصباح الخميس، تحركات مكثفة شملت 40 طائرة عسكرية صينية، من بينها مقاتلات ومروحيات وطائرات مسيّرة، إضافة إلى ثماني سفن حربية في محيط الجزيرة. كما سجلت عبور حاملة الطائرات الصينية الثالثة والأحدث “فوجيان” لمضيق تايوان، في مؤشر جديد على تصعيد رمزي ورسائل قوة موجهة لتايوان وحلفائها.
وتؤكد هذه التطورات المتسارعة أن تايوان باتت في صلب معادلة التوازنات الكبرى بين واشنطن وبكين، حيث يتقاطع الدعم العسكري الأميركي مع استراتيجية ردع صينية متعددة الأبعاد، في مشهد إقليمي مرشح لمزيد من التوتر خلال السنوات المقبلة
الرئيسية





















































