وحسب المعطيات الدقيقة التي وفرتها التحقيقات الأولية، فإن الجناة اعتمدوا على خطة مدروسة للإيقاع بضحاياهم. حيث قام شخصان مجهولا الهوية، بادئ الأمر، باستدراج السائقين تحت غطاء طلب خدمة نقل عادية نحو حي النهضة، لكن بمجرد الوصول إلى إحدى المناطق الخالية، تم تحويل وجهة السيارة قسرًا، ليشرع أحدهما في تهديد السائق بسلاح أبيض كان يخفيه، فيما قام الآخر بتفتيش الضحايا وسلبهم مبالغ مالية وهواتف نقالة وأغراض شخصية أخرى، قبل أن يلوذا بالفرار.
ورغم أن هذه الجريمة تحمل طابعًا عنيفًا ومفاجئًا، فإن عناصر الأمن تفاعلت معها بسرعة وفعالية لافتة. فقد تم تكليف فرق أمنية خاصة للقيام بتحريات ميدانية دقيقة، مكنت في ظرف زمني وجيز من تحديد هوية الجناة وتوقيفهما في اليوم ذاته، وهو ما يعكس مستوى الجاهزية والاستباقية الذي تتمتع به الأجهزة الأمنية المحلية.
وقد أسفرت عمليات التفتيش، التي باشرتها المصالح الأمنية بعد توقيف المشتبه فيهما، عن استرجاع جزء مهم من المسروقات، في وقت تتواصل فيه الأبحاث من أجل الوصول إلى باقي المتعلقات المسروقة المحتملة، والتحقق مما إذا كانت هناك عمليات مماثلة تورط فيها نفس الأفراد أو شركاء آخرون ينشطون ضمن نفس الشبكة الإجرامية.
ووفقًا للمعايير القانونية الجاري بها العمل، تم وضع الموقوفين تحت تدبير الحراسة النظرية، بأمر من النيابة العامة المختصة لدى محكمة الاستئناف بالرباط، وذلك في إطار البحث القضائي الرامي إلى الكشف عن كل ملابسات هذه القضية وتفكيك أي خيوط مرتبطة بها، سواء على مستوى التخطيط أو التنفيذ أو المشاركة المحتملة لأطراف أخرى.
وتبرز هذه العملية الأمنية كحلقة جديدة ضمن المجهودات المتواصلة التي تبذلها مصالح الأمن بسلا، في إطار استراتيجية وطنية شاملة تهدف إلى مكافحة الجريمة بكافة أشكالها، وتعزيز الشعور بالأمن لدى الساكنة. كما تؤكد مرة أخرى مدى التفاعل السريع والفعال مع شكايات المواطنين، باعتباره أحد المؤشرات الأساسية على نجاعة العمل الأمني وثقة المواطن في مؤسساته