تدخل حراس الأمن الخاص لإبعاد المحتج بالقوة ومنع أي صدام مع الوزير، إلا أن أصوات الغضب استمرت في المحيط، فيما حرص الوزير على استقبال عدد من المواطنين لتلقي شكاواهم مباشرة بعد وصوله إلى المستشفى. معظم هذه الشكايات ركزت على الأخطاء الطبية، طول مدة الانتظار وتأجيل الفحوصات، ما يعكس تردي جودة الخدمات الصحية بالمستشفى.
وفي مشهد مؤثر، رفع أحد المحتجين لافتة ينتقد فيها طبيباً عاملاً كطبيب تخصص أطفال لأكثر من 15 سنة في المستشفى والمصحات الخاصة، معتبراً أن الوزارة “ناعسة”. كما حاول أب آخر الوصول إلى الوزير حاملاً ابنه بين يديه، متضرعاً: «كانصلي بالليل ونهار كاندعي باش نتلقاك».
تأتي هذه الوقفات الاحتجاجية ضمن جولات ميدانية يقوم بها وزير الصحة لعدد من المؤسسات الطبية عبر المملكة، في محاولة للاطلاع على واقع القطاع وتحسين جودة الخدمات. وقد تزامنت هذه الزيارة مع موجة احتجاجات متواصلة انطلقت من مدينة أكادير وامتدت إلى أقاليم أخرى، بسبب الوضع الصحي المتدهور في بعض المستشفيات الإقليمية.
تركزت أجواء الزيارة على الاستماع لمواطنين يعانون من مشاكل تتعلق بالانتظار الطويل والخدمات المتأخرة، ما جعل اللقاء فرصة للوزير للاطلاع على معاناة المرضى بشكل مباشر. وأكدت هذه الوقفات على الحاجة الماسة إلى تحسين التدبير الإداري للطواقم الطبية ورفع مستوى الخدمات لضمان حق المواطنين في الرعاية الصحية الكافية