وحسب بلاغ صادر عن المجموعة، فإن مهرجان الشواطئ استطاع على مدى أكثر من عقدين من الزمن أن يستقطب ملايين المتفرجين من مختلف أنحاء المملكة، بفضل اعتماده على صيغة الانفتاح المجاني والمباشر على الجمهور، واستضافته لأبرز نجوم الساحة الفنية المغربية والعربية والدولية، في حفلات مفتوحة تنبض بالحيوية وتجمع مختلف الأعمار والشرائح الاجتماعية في فضاءات الشواطئ العامة، وقد تحوّل المهرجان إلى تقليد صيفي راسخ في الذاكرة الجماعية للمغاربة، بالنظر إلى الإقبال الواسع الذي تعرفه فعالياته سنة بعد أخرى.
وتعد دورة 2025 من بين الأغنى على مستوى البرمجة، إذ من المنتظر أن تُقام 113 حفلة موسيقية بمختلف المدن المستضيفة، بمشاركة فنانين وفنانات يمثلون مختلف الألوان الموسيقية، من الأغنية المغربية العصرية والشعبية إلى الراي، الركادة، الموسيقى الشرقية، الراب، الهيب هوب، الفيوجن، والموسيقى الفلكلورية، إلى جانب مواهب صاعدة ستجد في هذا الفضاء فرصة للاحتكاك بالجمهور واكتساب تجربة الأداء المباشر أمام الآلاف. ويعكس هذا التنوع حرص المهرجان على تكريس التعددية الفنية والانفتاح على مختلف الأنماط الموسيقية، بما يتناسب مع أذواق الجمهور المتباين ويمكّن من تحقيق توازن بين المتعة الفنية والرسالة الثقافية.
ولا تقتصر أهمية مهرجان الشواطئ على عروضه الفنية فقط، بل يتجاوز دوره الترفيهي ليشكل رافعة اجتماعية واقتصادية حقيقية للمدن الساحلية التي تحتضنه. فإلى جانب كونه منصة لتقريب الفن من المواطن، يساهم المهرجان في تنشيط الاقتصاد المحلي من خلال تحفيز الحركة السياحية والتجارية، وخلق فرص مؤقتة للعمل، وتنشيط الفضاءات العمومية، ما ينعكس إيجاباً على المهن المرتبطة بالخدمات، الإيواء، والنقل. كما يوفر فضاءات للقاء والتفاعل بين سكان المناطق الساحلية والزوار القادمين من مناطق أخرى، مما يُسهم في تعزيز اللحمة الاجتماعية والانفتاح الثقافي.
ووفق ذات البلاغ، فإن هذه النسخة ستعرف اعتماد تجهيزات متطورة ومنصات حديثة تستجيب للمعايير الدولية من حيث البنية التحتية والجودة التقنية، مما يعزز من تجربة الجمهور ويمنح طابعاً احترافياً لعروض المهرجان، ويجعله في مصاف التظاهرات العالمية من حيث التنظيم والتأثير. ويتجلى هذا التوجه في سعي اتصالات المغرب إلى تطوير الشكل والمحتوى، مع الحفاظ على جوهر المهرجان كحدث فني شعبي منفتح ومجاني.
ويعكس هذا الالتزام المتواصل لمجموعة اتصالات المغرب مدى إيمانها بدور الثقافة في بناء مجتمعات متوازنة، ودعمها المستمر للمجال الفني، سواء من خلال رعاية الفنانين، أو دعم التراث الموسيقي المغربي، أو توفير المنصات للمواهب الشابة. فالمهرجان لا يقتصر على الاحتفال بالموسيقى، بل يترجم رؤية ثقافية تقوم على إشراك المجتمع في الفعل الثقافي، وتثمين قيم اللقاء، والتنوع، والانتماء.
وهكذا، يبقى مهرجان الشواطئ أكثر من مجرد سلسلة حفلات صيفية؛ بل هو موعد مجتمعي شامل، يعزز إشعاع المدن الساحلية، ويعيد الاعتبار للموسيقى كأداة للفرح والتقارب والتبادل الثقافي. وبين إيقاعات الموسيقى ونسيم البحر، تواصل النسخة الحادية والعشرون كتابة فصل جديد في قصة مهرجان شكل، ولا يزال، علامة فارقة في صيف المغاربة