فن وفكر

أيُّهَا الجَارُ، أَفِقْ مِنْ وَهْمِكَ العَتِيقِ


يُّهَا الجارُ، أَصْغِ لِنِدَائِي
دَعِ العَدَاءَ، وَاخْتَرْ صَفَائِي
لَا النُّورُ يُخْفَى، لَا الحَقُّ يُمْحَى
فَبِالحُبِّ تُبْنَى كُلُّ السَّمَاءِ



استمع لهذه القصيدة الموسيقية / عدنان بن شقرون


لأولئك الذين ما زالوا يحبون القراءة

أَمَا آنَ أَنْ تَتْرُكَ الوَهْمَ وَالغُرُورَا؟ وَتَبْنِيَ بَدَلَ الهَدْمِ صَرْحًا وَنُورَا؟
إِلَى مَتَى تُحِيكُ الظُّلْمَ فِينَا؟ وَتَنْسَى بِأَنَّ الحَقَّ يَبْقَى ظَهِيرَا؟

زَرَعْتَ العَدَاءَ فَهَلْ جَنَيْتَ سِوَى الأَسَى؟ وَهَلْ غَيَّرَتْ بَغْيُكَ مَجْدًا كَبِيرَا؟
تُنْفِقُ عُمْرَكَ فِي المَكْرِ سُدًى وَلَوْ كُنْتَ تَرْقَى، لَكُنْتَ بَصِيرَا

أَمَا آنَ أَنْ تَزْرَعَ الحُبَّ فِينَا؟ وَتَمْحُوَ العِنَادَ، فَذَاكَ أَجْدَى مَسِيرَا؟
كَفَاكَ افْتِتَانًا بِسَرَابٍ مَضَى فَلَا البَحْرُ يَشْكُو وَلَا الرَّمْلُ ضَجُورَا

تُحَاوِلُ كَسْرَ الجِبَالِ الأَبِيَّةِ وَتَنْسَى بِأَنَّ الصَّخْرَ يَبْقَى صَبُورَا
تَظُنُّ الدَّسَائِسَ تَفْتِكُ بِدَرْبٍ وَلَكِنَّ دَرْبَ العُلَا لَنْ يُحِيدَا

زَرَعْنَا البِنَاءَ وَزَرَعْتَ الخَرَابَ فَقُلْ لِي، مَتَى تَصْحُو مِنْ ذَا الغُرُورَا؟
تُرِيدُ لَنَا ضَعْفًا، فَأَيْنَ حَصَادُكَ؟ وَأَيْنَ رَصِيدُكَ فِي المَجْدِ نُورَا؟

تَظُنُّ الفِعَالَ تُخْفِي ضِيَاءً فَشَمْسُ الحَقِيقَةِ تَبْقَى مُنِيرَا
وَلَوْ شِئْتَ سِلْمًا، مَدَدْنَا الأَيَادِي وَلَكِنَّكَ اخْتَرْتَ دَرْبَ الشُّرُورَا

فَيَا جَارَنَا، اسْلُكْ دُرُوبَ المَعَالِي وَدَعْ عَنْكَ نَهْجَ العِنَادِ الفَجُورَا
فَكَمْ مِنْ شُعُوبٍ تَصَالَحَتْ يَوْمًا وَكَانَ الصَّلَاحُ لِعَرْشٍ حَصُورَا

تَظُنُّ القِلَاعَ تَنْهَارُ ظُلْمًا؟ وَهَلْ يَهْدِمُ الصِّدْقُ بَيْتًا مُنِيرَا؟
عُقُولُ الفَتَى إِنْ عَمِيَتْ تَجْلِبُ الهَلَكَ وَالحُرُّ مَنْ نَصَحَ يَبْقَى مُشِيرَا

مَضَيْنَا لِنَبْلُغَ أُفُقًا بَعِيدًا وَأَنْتَ كَسَجِينٍ يُرِيدُ الشُّرُورَا
فَإِنْ كُنْتَ حَقًّا تُرِيدُ الرَّخَاءَ فَلَا تَكُ لِلزَّيْفِ يَوْمًا نَصِيرَا

تَعَلَّمْ بِأَنَّ العَدَاوَةَ تُفْنِي وَلَا تَزْرَعِ الحَقَّ إِنْ كُنْتَ غَدُورَا
فَمُدَّ لَنَا دَرْبَ وُدٍّ وَعَقْلٍ وَلَا تَرْكَنَنَّ لِمَكْرٍ دَحُورَا

فَلَنْ تَبْلُغَ العِزَّ إِلَّا بِفِكْرٍ يَرَى المَجْدَ لِلْجَارِ دَرْبًا مُنِيرَا
فَدَعْ عَنْكَ نَهْجَ العِدَاءِ الكَئِيبِ وَسِرْ نَحْوَ حُلْمٍ يَكُونُ كَبِيرَا

وَإِنْ كَانَ عِندَكَ وَقْتٌ فَضِيعٌ فَلَا تَجْعَلَنَّهُ لَنَا شُرُورَا
وَلَكِنْ تَفَكَّرْ وَابْدَأْ بِنَاءً فَأَنْتَ بِحَاجَةِ نَصْرٍ جَدِيرَا

القصيدة نداءٌ للعقل موجَّه إلى الجار الجزائري، تدعوه إلى التخلِّي عن العداء تجاه المغرب والتركيز على تنمية بلاده.

 ينتقد الشاعر الهوس الجزائري بزرع الفتن ومحاولة تشويه صورة المملكة، مؤكدًا أن هذه المحاولات عقيمة أمام صلابة المغرب. كما يشير إلى أن عظمة الأمم لا تُبنى على الكراهية والتآمر، بل على الحكمة والتقدم والوحدة. يدعو الجزائر إلى اختيار درب التعاون والبناء بدلًا من الصراع والأوهام. في الختام، يحثّها على توجيه طاقاتها نحو ازدهار شعبها، لأن التاريخ لا يخلّد من يسعى لهدم غيره، بل من ينهض بأمته ويصنع مستقبلاً مشرقًا.

اكتشف المزيد من أعمال المؤلف عدنان بن شقرون





الثلاثاء 25 فبراير 2025

              

Bannière Réseaux Sociaux

Bannière Lodj DJ















تحميل مجلة لويكاند






Buy cheap website traffic