حياتنا

سقوط بشار الأسد.. ماذا عن مستقبل اللاجئين السوريين في أوروبا؟


أثار سقوط بشار الأسد من السلطة جدلاً واسعًا حول مستقبل اللاجئين السوريين، إذ أصبح مصيرهم موضوعًا ملحًا على الأجندة السياسية في العديد من الدول الأوروبية. فقد أعلنت ألمانيا، والنمسا، والسويد، والدنمارك، والنرويج، وبلجيكا تجميد طلبات اللجوء للسوريين المنفيين، فيما يدرس بعضها برامج لإعادة اللاجئين إلى سوريا. كما أبدت فرنسا إشارات على احتمال اتخاذ خطوات مشابهة بالنظر إلى حجم الشتات السوري الكبير في أراضيها.



تعليق طلبات اللجوء: دوافع وأرقام
بررت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر القرار بأن السوريين بات لديهم أمل بالعودة إلى وطنهم لإعادة بناء بلادهم. القرار يشمل تجميد النظر في 47,270 طلب لجوء لم يُبت بها حتى الآن، ما يعكس تحولًا كبيرًا في السياسة الألمانية التي استضافت منذ عام 2015 قرابة مليون لاجئ سوري.

وفي النمسا، يعيش حوالي 95,000 سوري، بينهم 13,000 ينتظرون الحصول على حق اللجوء. بينما في السويد، التي استقبلت حوالي 50,000 لاجئ سوري، تم اتخاذ قرار مشابه بتجميد الإجراءات. وقد أوضح رئيس الشؤون القانونية في وكالة الهجرة السويدية كارل بيكسيليوس أن الوضع الحالي يجعل من الصعب تقييم أسباب الحماية للسوريين.

أبعاد الأزمة السورية: إحصاءات ودلالات
تعد الأزمة السورية التي دخلت عامها الثالث عشر أكبر أزمة نزوح في العالم. فقد أجبر 13 مليون شخص على الفرار من منازلهم، منهم 6.6 مليون لاجئ يعيشون خارج سوريا. وفقًا لبيانات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تستضيف تركيا العدد الأكبر من اللاجئين السوريين، حيث يعيش فيها نحو 2.9 مليون شخص، يليها لبنان بـ 768,000 لاجئ، والأردن بـ 619,000، والعراق بـ 301,000، ومصر بـ 148,000.

مسار الترحيل: النمسا تقود الطريق
أعلنت النمسا، بقيادة المستشار المحافظ كارل نيهامر، عن خطط لإعداد برنامج إعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم. كما قررت تعليق لمّ شمل الأسرة ومراجعة أوضاع اللاجئين الحاصلين على حق اللجوء. يعكس هذا القرار تحولًا في السياسة النمساوية التي اتخذت موقفًا متشددًا تجاه الهجرة مؤخرًا.

المواقف السياسية والمستقبل المجهول
لم يكن سقوط بشار الأسد مجرد حدث سياسي داخلي في سوريا، بل ألقى بظلاله على النقاشات السياسية في أوروبا. ففي النمسا، ارتبطت الخطط المتعلقة باللاجئين بمحاولات تشكيل ائتلاف جديد تقوده الحكومة المحافظة، بينما كانت السويد شاهدة على مسيرات تحتفل بسقوط الأسد وسط تصريحات مثيرة للجدل من أحزاب اليمين المتطرف.

مستقبل اللاجئين: بين الأمل والمخاوف
في ظل هذا الوضع، يواجه اللاجئون السوريون حالة من عدم اليقين. فرغم الحديث عن إمكانية العودة إلى وطنهم، يظل السؤال الأكبر قائمًا: هل ستكون سوريا آمنة وقادرة على استيعاب هذا العدد الكبير من اللاجئين الذين غادروا بحثًا عن الأمان؟ من جهة أخرى، تعكس هذه التطورات تحديات جديدة في علاقة أوروبا باللاجئين، وسط تزايد التوترات السياسية والمواقف المتشددة من قضايا الهجرة.

ويبقى مصير اللاجئين السوريين في أوروبا موضوعًا حساسًا يستدعي حلولًا إنسانية متوازنة تأخذ بعين الاعتبار حقوق اللاجئين ومتطلبات الدول المستضيفة.

Sara Elboufi
سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة مقدمة البرنامج الإخباري "صدى الصحف" لجريدة إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الثلاثاء 10 ديسمبر 2024

              















تحميل مجلة لويكاند






Buy cheap website traffic